المقالات

ما هو المخرج؟!

1737 2020-09-19

  ضياء المحسن||

    كنت أتابع الندوة الثقافية للمركز العراقي الأفريقي للدراسات الإستراتيجية والتي كانت بعنوان (المشرق الجديد: الفرص والمعوقات والمسارات المحتملة)، حيث طرح المشاركون وجهات نظر محترمة فيما يتعلق بالشرق الجديد، خاصة بعد أن شهدنا توقيع دول عربية لإتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني.    المتابع لما يجري في منطقة الشرق الأوسط، خاصة خلال وبعد زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للولايات المتحدة الأمريكية، يجد أن الأخيرة تحاول الزج بالعراق ومن خلال الضغط على رئيس الوزراء العراقي في المحور المواجه لإيران، وعدم التنديد بالإتفاقيات التي تعقدها عدد من الدول العربية مع الكيان الصهيوني، لذلك شهدنا عقد القمة الأردنية العراقية المصرية، والتي تحاول تحشيد هذه الدول وراء الدول الموقعة لإتفاقيات السلام.     هنا نحاول عرض ماذا يستفيد العراق من الإتفاق مع الأردن ومصر، وهل حقا أن الإتفاق مفيد للدرجة التي يصورها البعض للعراق؟ واقعا ليس هناك أية فائدة يمكن أن يرجوها العراق من بلد مثل الأردن، كونه بلد يعتمد كثيرا في المنتجات التي يصدرها للعراق، على البضائع المستوردة من دول الخليج وبعض الدول الأوربية إليه، حيث يقوم بعد ذلك بإعادة ترتيبها ووضعها في علب كُتب عليها (صنع في الأردن)، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى فيما يتعلق بموضوع أنبوب النفط العراقي الأردني والذي يستهدف منه العراق (كما يقال) السوق الأوربي، يعلم المختصون في الجانب النفطي أن أوربا لا يمكن أن تستورد النفط العراقي، لأنه لا يتلائم مع مصافي النفط التي بنتها هذه الدول، ولكي تفكر هذه الدول بشراء النفط العراقي، عليها أن تقوم ببناء مصافي نفط يمكن أن تعمل وفقا لطبيعة مكونات هذا النفط، وهي مسألة مكلفة إقتصاديا، وبالتالي من ناحية الجدوى الإقتصادية، فلاد جدوى إقتصادية لهذه الدول من الإنتقال من نفط يتلائم مع مصافيها الموجودة حاليا، مع نفط يحتاج الى بناء مصافي جديدة.     الأمر الأخر وهو المهم هنا يكمن في الحديث عن الإبتعاد عن سياسة المحاور بالنسبة للعراق، ولو نظرنا جيدا لهذا الكلام، نجد أنه كلام جميل لا غبار عليه، لكن في المقابل نجد أن العراق يحاول الدخول في محور جديد ضد إيران، والتي تمثل فرس الرهان لأن العراق ما قبل مصطفى الكاظمي كان يحتمي بإيران من تكالب البعض عليه، وهم الذين يرسلون مفخخاتهم وإنتحارييهم لقتل العراقيين في بغداد وغيرها من المحافظات، بالتالي فإن الولايات المتحدة تجند أذنابها لجر العراق في محور يصطف كله مع الولايات المتحدة ضد إيران، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، ليس حبا بإيران أو سواها، بل لأنك يا دولة الرئيس قلت أنك تريد الإبتعاد بالعراق عن سياسة المحاور، وهذا محور ضد محور أخر!     السؤال الأن ما هو المخرج من هذا المطب الذي تحاول الولايات المتحدة ومن خلال الأردن ومصر توريط العراق فيه؟     حقيقة الأمر على رئيس الوزراء أن يضع في إعتباره أن العراقيين لا يمكنهم أن يثقوا بالعرب مطلقا (بغض النظر عن جنسية هذا البلد العربي أو ذاك)، وأيضا لا يمكن البقاء طويلا تحت العباءة الإيرانية، ذلك لأن ذلك يلغي الهوية الوطنية العراقية، من ثم فإن على السيد الكاظمي أن يعمل خلال الغترة القصيرة المتبقية من عمر حكومته على السير بخطى حثيثة لإستقلاق الإقتصاد العراقي، وعدم إعتماده على الإستيراد من مناشء مختلفة، لأن الإقتصاد العراقي يمتلك إمكانيات التطور لكنه بحاجة الى الإدارة التي يمكنها أن تديم هذا التطور، بالإضافة الى ضرورة العمل على تفعيل قانون التقاعد الخاص بالقطاع الخاص أسوة بالقطاع العام، حيث أنه في هذه الحالة سيجد طالبي العمل أنه طالما القطاع الخاص فيه مميزات تشبه مميزات القطاع الحكومي، مع ميزة أساسية فيه وهي عدم وجود إبتزاز أو رشى يدفعها للحصول على هذه الوظيفة أو تلك، سيجد أن القطاع الخاص أفضل له.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك