المقالات

كان الحشد وسيبقى


  الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي||

 

            يوماً بعد آخر تتجلى لنا جميعاً تضحيات الحشد الشعبي, فعلى الرغم من أن هذا الحشد لا يزال مؤسسة فتيِّة وقد تشكل في ظروف خاصة, وبتلك الفتوى التاريخية التي غيرت معالم العراق بل الشرق الاوسط بشكل عام, إلا إنها قدمت الكثير وفي مجالات متعددة ومتنوعة, ولا يستطيع القريب أو البعيد أن ينكر ذلك, فمنجزات الحشد أكثر من أن تحصى أو تعدُّ, ولم يفرقوا في تقديم خدماتهم المجانية بين أبناء الوطن جميعاً؛ بل إن الذي قدمه الحشد في المناطق التي كانت حواضن لداعش أكثر مما قدَّمه في المناطق الاخرى, وهذا كله يؤكد وطنية هذه المؤسسة وعراقيتها التي لا يمكن لأحد أن يزايد عليها, أو يقلل منها.             ومن أهم ما تميز به هيئة الحشد الشعبي هو ذاك الاندفاع الكبير في التوجه إلى قتال أعداء العراق من الدواعش والارهابيين الذين سيطروا على أكثر من ثلث العراق بعد أن فشلت المؤسسة العسكرية التصدي لهم, فهرعت الرجال من مختلف مناطق العراق وخاصة من الوسط والجنوب بعد أن قالت المرجعية الدينية كلمتها التاريخية والتي تنص على ضرورة حمل السلاح والدفاع عن الوطن والارض والعرض, فكانت المفاجئة التي حيَّرت العقول وغيرت المعادلات, وانكسرت جميع مراهنات الغرب الذين كانوا يجدون في سطوة داعش على العراق ضالتهم ونجاح أهدافهم وسياساتهم الخبيثة والدنيئة التي كانت تشق طرقها بسفك الدماء واغتصاب النساء وقتل الصغار, فكان الحشد لهم بالمرصاد.             وبعد أن نجح الحشد في كسر شوكت الظالمين وتحقيق النصر عليهم وقد ألحقت بهم الهزائم تلو الهزائم؛ لم يستقر للحشد جلوسٌ خاصة بعد أن أيقنت هذه المؤسسة الوطنية أن هناك واجبات كثيرة تنتظرها, فسارعت إلى اعمار البيوت وبناءها تلبية لحاجة الكثير من عوائل الشهداء سيما من أبناء المؤسسة الفتية, وكذلك تسكين المئات من عوائل الفقراء والمعوزين, ومن جانب آخر فقد تيقن أبناء هذه المؤسسة بواجبهم الوطني في أيام انتشار الوباء الظالم, فسارع أبناء الحشد إلى تعفير مختلف المناطق من عراقنا الحبيب لدفع بلاء هذا الوباء عن مختلف العراقيين, كما وسارعت هيئة الحشد الشعبي إلى تلبية دعوات التكافل الاجتماعي فعملت على استحداث صناديق خاصة لجمع التبرعات وصرفها في مواردها الحقيقية, وهذا الأمر كان له الأثر الواضح على الكثير من المعوزين والمحتاجين.             ولم تكتفي هيئة الحشد بكل ذلك؛ بل أصبحت من أهم المؤسسات الامنية التي تعمل على تأمين الزيارات الكبيرة والمختلفة سواء في بغداد او في كربلاء المقدسة أو في النجف الاشرف أو حتى في الموصل وكركوك وديالى وصلاح الدين وفي كل مكان آخر يقام فيه مراسيم الزيارة أو العزاء الحسيني, وقد أثبتت التجربة نجاح الخطط الامنية لهذه المؤسسة الايمانية والانسانية, ومما ينبغي أن نشير إليه أيضا أن الحشد تبنى موضوعة غسل ودفن ونقل ضحايا الفايروس في الوقت الذي تخلى عن المتوفى حتى أهله وولده, وهذه المسألة عززت مكانة الحشد في قلوب الجميع, وصار الكل يستشعر أهمية هذه المؤسسة التي لا تنفك عن واجباتها الوطنية وفي مختلف الميادين؛ ليستيقن الجميع أن الحشد كان عز العراق وسيبقى سيفه البتار ودرعه الواقي في مواجهة الاخطار والطوارئ.    
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك