المقالات

فن الصدمة والإدهاش في صناعة الرموز 

2685 2020-09-08

  محمد حمزة وناس||   وانت تستمع لقصيدة شاعر لم تسمع باسمه سابقا في ابياتها مضامين لم تعهدها سابقا تخاطب المكنون في روحك او ما يجول في خاطرك من هواجس تخشى تحريكها . فترضي الكلمات والمغزى غرور نفسك , او تضع لك نقاط بداية جديدة لما يعالجه ضميرك من جدليات بين المبادئ و الواقع .. كل هذا يسمى الادهاش ……..!!!!!!!!! وأنت تستمع لحديث من مصدر موثق عن رمز رسمت له في خيالك موقع سامي وبرج من العظمة , معززا حديثه بادله ووقائع معينه يجعلك تغير رايك او قناعاتك بهذا الشخص او حتى في نظرية ما فهذا يسمى الصدمة …………!!!!!!!!!!!! فن الادهاش . لعبة اكتشفتها السينما العالمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وأجادت استخدامها بشكل منقطع النظير في صناعة رموز وشخصيات كثيرة كان لها تاثير كبير في واقع الانسانية سلبا او ايجاب . ولغاية اليوم ما زالت هذه اللعبة تأتي ثمارها بشكل كبير في فن السينما . وتحقق نجاحات عملاقة . فن الصدمة …. بعد نجاح الادهاش في السينما استثمر الاعلام وخصوصا القنوات الخبرية والناقلة للحدث اليومي ( قنوات الاخبار ) استثمروا هذا النجاح بشكل معكوس لإنتاج فن الصدمة حتى وصل الامر لإنشاء صحف وقنوات تلفزيونية همها الاول نقل الفضائح ( الصحف الصفراء ,, او الاعلام الاصفر ) وخلق صدمات لدى المتلقي بأسلوب مدهش . فن الصدمة والإدهاش استثمرا كثيرا في صناعة رموز وزرعها في مخيلتنا . وتحويل انظار البسطاء نحو اهداف معينه .. فكل مؤسسة تريد الترويج لفكرة معينة تقوم في البداية وبشكل تدريجي بإسقاط البديهيات السابقة في عقولنا عن طريق الصدمات الخفيفة ثم تتوالى الصدمات لتنتهي بالضربة القاضية . في الجانب الاخر تخلق جو من الدهشة لما تريد تسويقه لخلق بديل في نفس المتلقي . فهذا غاندي والذي اعتبر …(ومازال يعتبر) رمزا للكفاح السلمي ضد الظلم . في واقعه واحد من اكبر الشخصيات التي مرت على التاريخ عنصرية وأكثرهم تميزا وقد قتله الهندوس لتطرفه . ومن يعرف بطبقة المدنسين ( اكثر من 50 مليون انسان ) في الهند يكتشف ان غاندي اكثر من وقف ضد هذه الطبقه ومنعها حتى من التصويت . وهذا مانديلا رمز الكفاح ضد العنصرية والذي تحدى السجن لمدة 29 عام . وزوجته تقاتل بكل شراسة على كل المحاور في سبيل ايصال صوت زوجها الى العالم . وقد نجحت في خلق اسطورة مانديلا . فكان جزاءها ان طلقها بعد خروجه من السجن مباشرة . حتى جيفارا ابيح له ما انكر على غيره فالرجل ارجنتيني قاتل في كوبا واصبح وزير للاقتصاد في كوبا الشيوعية ويعامل اليوم كرمز عظيم من رموز التحرر والثورة ضد الظلم وصوره على قمصان الشباب مدعي المدنية والتحرر والفكر الثوري بينما يعيبون على الجنرال قاسم سليماني وقوفه مع العراق وسوريا في حربهما ضد الارهاب وبطلب رسمي. ما استخدم في ابراز صورة جيفارا . وخلق هالة من الادهاش حوله . استخدم في تسقيط الجنرال سليماني وخلق حاله من الصدمة في التعاطي مع هذه الشخصية . كل هؤلاء وغيرهم من الرموز الذين خلقهم الاعلام وخلق حولهم هالة من الادهاش وصنع منهم نماذج لنقدسها وندافع عنها بكل ما اوتينا من قوة بلا وعي هم في الحقيقة صناعة الاعلام المدهش . بل تطور الموضوع ليقدم لنا الاعلام بعض من الممثلين ولاعبي الكرة كرموز انسانية عملاقه يقلدها الشباب في كل شي نحن اليوم نعيش في عالم من التكنلوجيا اساسه الانترنت والتواصل الاجتماعي بكل مواقعه . ونعيش تحت تأثير الصدمة والإدهاش بشكل لا سابق له على طول التاريخ البشري . فكل ما أمنا به خلال حياتنا الماضية تحت تأثير الادهاش فقدناه سريعا تحت تأثير الصدمة , حتى اصبحنا فاقدين للثقة بكل شي قبل ان نكتشف ما هو .كل ما حولنا يعيش في فلك الاكاذيب والتصنع الخبيث لأجل الفوز بعواطف الناس والهيمنة في ما بعد على مقدراتهم ورقابهم .. العاملون في الساحة الاعلامية العربية والعراقية خصوصا ( سياسيا واقتصاديا واجتماعا ), يحالون تقليد ما عايشه العالم الغربي قبل خمس او اربع عقود من الان في استخدام هذا الفن . وغير مدركين ان العوام والبسطاء قد ادركوا اللعبة وفهموا المغزى حتى وان لم يطلعوا على قواعدها او كيف تدار . فقدوا الثقة بكل ما يخرج من المتصدين للساحة بشكل مطلق , ليصبح اي طرح عقلاني او ذو هدف نبيل قابل للتسقيط متى ما اراد العدو.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك