المقالات

الهولندي الطائر

1850 2020-09-04

 

ضحى الخالدي||

 

     الهولندي الطائر تسمية أُطلقت على سفينة أشباح أسطورية لا يمكنها أن ترسو في ميناء, و محكوم عليها بالإبحار في المحيطات إلى الأبد. تقول الأسطورة أن السفينة تظهر متوهجة كضوء شبحي, و عند إقتراب أي سفينة منها يتبيَّن أن أفراد طاقمها ماتوا منذ زمن بعيد, و في عالم المحيط يعتبر ظهورها علامة شؤم للبحارة, و نذيراً بكارثة وشيكة.

 جانين هينيس بلاسخرت ممثلة الامين العام للمتحدة في العراق منذ خريف 2018, وزيرة الدفاع الهولندية السابقة, و الضابط الأسبق في البحرية الهولندية, ربما نسيت منصبها كرئيس لبعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق UNAMI إلا أنها لم تنسَ كونها ضابطاً في البحرية لا زال يلقي الاوامر و ينتظر من الساسة العراقيين أن يطيعوه كجنود البحرية على ظهر حاملة طائرات تابعة لحلف الناتو.

ففي كل الدول التي تشرف فيها الامم المتحدة على الإنتخابات يقتصر دورها على الإستشارة و التدريب و مراقبة سير الإنتخابات في مراكز الإقتراع و العد و الفرز بمشاركة مراقبين من كافة الكتل و الاحزاب المشاركة في العملية السياسية؛ لكن أن يصل الأمر إلى التدخل في كافة الشؤون الإدارية و الفنية لهو إنتهاك صارخ لسيادة العراق و كأنه قاصر عن إدارة شؤونه, فقد رفضت بعثة الامم المتحدة في العراق المشاركة في إجتماع اختيار المدراء العامين للمفوضية العليا المستقلة للإنتخابات –الذي هو من اختصاص مجلس المفوضين-  بحجة عدم إشراكها في إجراءات إختيارهم من البداية؟  فهل سنشهد يوماً تدخل البعثة في إختيار المفوضين انفسهم و المصادقة عليهم؟ و الذي هو من إختصاص مجلس النواب؟ أنباءٌ مسرَّبةٌ تحدثت كذلك عن تدخل البعثة حتى في إختيار اجهزة الإقتراع الالكتروني!

و لا تعدو عبارات الإحاطة التي قدمتها للجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً إلا إستمراراً لذات النهج المنحاز و المتسلط.

لعبت هذه السيدة الغامضة دوراً مثيراً للجدل خلال عامَي تواجدها في العراق, لا سيما اثناء فترة التظاهرات, و قد كان أداؤها متناقضاً فمرة ترى بأن الظروف غيرمناسبة لإجراء الإنتخابات المبكرة, و مرةً ترى بأن من المناسب إجراؤها و ترحب بذلك. و كان أداؤها منحازاً غير محايد على عكس سلفها يان كوبيتش. لم تتعاطَ بذات الأهمية و الدقة مع أحداث مثل شهيد الوثبة و الشهيدين العليّاوي,و لم يبدُ عليها ذلك الإهتمام بحادثة إغتيال الشهداء القادة لا سيما الشهيد المهندس بإعتباره عراقياً, و بالإحراج الكبير الذي تعرض له العراق بإغتيال ضيفه الكبير الشهيد سليماني, بل و لم تُبدِ ذات التعاطف مع الشهيد أحمد مهنّا باعتباره أحد المتظاهرين الذين من المفترض انهم وضعوا ثقتهم بها و ببعثتها و اشترطوا إشراف الأمم المتحدة على الإنتخابات المبكرة كأحد مطالبهم, فهل لا زالوا يضعون الثقة بالسيدة التي حرَّفت كلام المرجعية حال خروجها من دار المرجع الأعلى في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في شارع الرسول على بعد خطوات من دار المرجع الأعلى؟!

فهل يراد من سفينة الهولندي الطائر ان تقوم بما عجز عنه المبعوث الاميركي بريت ماكغورك و السفير ماثيو تولر؟

طبعاً ألومها إن حرفت كلام المرجعية لكني قد أحملها على محمل الخطأ في الترجمة حين أجد مستشار رئيس الوزراء الناطق بالعربية يحرّف مواقف المرجعية, و يتجاوز حدود سلطاته و بابا غنوجه و حمّص بطحينته و جاجيكه ليقيم مؤتمراً صحفياً, و يطلع البدر علينا من ثنيات التشكيك في شرعية و وطنية قراربرلماني  صادر بالأغلبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك