المقالات

شيزوبوليتك..!

1484 2020-09-03

 

زيد نجم الدين||

 

انتقد عدد كبير من السادة أعضاء مجلس النواب السيد وزير الكهرباء السابق علاء الخطيب لتعيينهِ أعداد كبيره مِنَ الأُجراء اليوميين و المتعاقدين ، عادين ذلك تكريساً لمبدأ البطاله المقنعه التي إختنقت بها دوائر الدوله دون إنتاج يذكر بالمقابل ، لا سيما إن الوزارة انفة الذكر عملت على تثبيت اكثر من ٣٠٠٠ اجير و متعاقد على الملاك الدائم بين عامي ٢٠١٨ و ٢٠١٩ ، جاء ذلك بعد سنين طويله قضاها ابناء هذه الشريحه بانتظار التثبيت على الملاك ، و في نفس السياق اصدر مجلس الوزراء سلسلة قرارات تقضي بايقاف التعيين بصفة اجير يومي او متعاقد و أقر مجلس الوزراء السابق الية لتحويل جميع الاجراء اليوميين الى عقود و تكييف وضعهم قانونيا و مالياً لحين توفر الدرجات اللازمه لتثبيتهم على الملاك.

و إثر ذلك السيد وزير الكهرباء السابق لؤي الخطيب يواجه اليوم تهم فساد تتعلق بهدر المال العام اضافه الى ملف التعيينات آنف الذكر ، و على هذا الاساس اصدرت هيئة النزاهة قراراً يقضي بمنع الخطيب من السفر لحينِ إكمال إجراءات التحقيق.

هذه القضايا التي يواجهها الخطيب اليوم كان قد أثارها مجموعة من النواب الذين توعدوا بملاحقتهِ قضائياً و تقديم ملفاتهم الى هيئة النزاهه و القضاء بغية التحقيق فيها و كشف الحقيقه ، لكن الغريب في الامر ان هؤلاء النواب الذين يسعون لمقاضاة الوزير السابق حول ملف التعيينات ، يسعون بنفس الوقت لتثبيت الاجراء الجدد الذين وصفوهم سابقا "بالبطاله المقنعه الغير مثمره" و اكثر من ذلك ، اذ ان نفس هؤلاء النواب يتسابقون في نشر أوامر صرف رواتب الاجراء الجدد و كل منهم ينسب فضل ذلك لنفسه و لجهوده الجباره ، و الذي يثير الدهشه ان نفس هؤلاء النواب مازالوا يخرجون على التلفاز و يصرحون بضرورة ايجاد بدائل اخرى للتعيين الحكومي من خلال تنشيط القطاع الخاص الذي يخفف العبئ عن كاهل الحكومه المتخمه بعدد الوظفين.

هذه الحاله الهجينه تبين لنا مستوى فهم و وعي طيف واسع من المسؤولين العراقيين الذين يتعاملون بانتهازيه ، فهدفهم الاساسي الذي يضبط خطابهم و توجهاتهم هو ما يضمن لهم البقاء في دائره المنافسه و ليس المصلحه العامه المبنيه على قراءات إستراتيجيه و استشرافيه تصب في بناء مستقبل الدوله العراقيه ، هذا النمط من المسؤولين الانتهازيين يتعاملون باكثر من وجه و لأكثر من غايه ، فلهم الوجه ذو الخطاب الانتخابي و الذي دائما ما يناغم حديث الشارع و احلامه و تطلعاته ليس ايمانا بما يطرحه الشارع بل لكسب الود و التأييد في مواسم الانتخابات ، و لهم وجه اخر وهو وجه السياسي الطائفي الذي يتحدث بلغة تمثيل المكون و المحافظه ليس لشيء سوى الحصول على مغانم و مكاسب تحاصصيه تعود عليه و حزبهِ بالنفع و المكاسب ، و لهم وجه اكثر قبحاً وهو وجه الثائر العصامي الذي يطارد الفاسدين و يفتح ملف هنا و يكشف اخر هناك ليس ابتغاءا لمرضاة الله و براً بالوطن و الشعب ، و انما لغرض الابتزاز و الاستعراض امام شاشات التلفاز و خلق الحدث الساخن ، كل هذه الوجوه نشاهدها و نقرأ لها بشكل دوري في وسائل الاعلام و في كل مره تظهر هذه الوجوه بقناع جديد تبعاً للموسم او المناسبة، لكن الذي يثير استغرابي هو قابلية هؤلاء على لعب هذه الادوار المتناقضه في فترات زمنيه متقاربه ، ما يجعلني اتساءل هل هؤلاء يعانون من شيزوفرينيا ام انه التلون السياسي الذي يجعلهم يبدون بهذه الصوره؟ وربما تكون حالة متقدمه من تشوه الفكر السياسي و دعوني اطلق عليها تسمية "الشيزوبوليتك" التي هي نتيجه لتداخل بين الشيزوفرينيا و التلون السياسي، الله اعلم؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك