المقالات

اسس الاتفاق بين الإمارات.. والكيان


محمد صادق الهاشمي||

 

نعم كانت العلاقات بين الامارات( دولة الموامرات ) والكيان الصهيوني فاعلة، وهكذا مع الخليج سرا وعلانية وما حصل الا مرحلة الاعلان وهذا الاعلان  يراد منه ابلاغ الراي العام عن مرحلة جديدة فيها :

اولا / لايصح القول ان الاعلان عن العلاقة بين الجانبين لاقيمة كون العلاقات موجود اصلا بنحو وثيق وفي كل المجالات,  لذا يبدو ان هذا الاعلان لايتجاوز ان يكون اعلاميا - براي البعض-، ولكن الحقيقة ليس كما يرون فان هذا الاعلان يعبر في جوهره  دخول الخليج في مرحلة التحالف مع اسرائيل ضد ايران اولا وبالذات وهذا الاساس في الصراع  .

فما زالت ايران ترفع لواء الدفاع عن القضية الفلسطينة وعن الشعوب المسلمة وهي عنصر قوتها وتمكينها فان المخطط الصهيوني يقتضي مواجهتها بنفسه ويستلزم هذا الامر تواجدا له في جغرافيا الخليج مستفيدا من موقع الامارات الجغرافي والاقتصادي.

ثانيا /  لايصح القول ان مساحة الاتفاق تقتصر على الامارات وحدها  بل تشي الاخبار ان المطابخ تتحدث عن صفقة خليجية واسعة تمتد على مساحات مهمة من عواصم الخليج مهدت له موتمرات بين العرب واسرائيل ( وارسو- 12 فبراير 2019) , ثم تلاها موتمر (شرم الشيخ 5- 5-2019 ) ثم( ورشة الحوارالاسرائيلي الخليجي (27 جون 2019) في البحرين) , هذه المحطات رسمت مستقبل الخليج وازاحت الستار عن الخفايا وصولا الى تطوع دولة الامارات (دولة الموامرات)  لوضع الخطوة الاساسية لاسرائيل بنحو علني مع الكيان الغاصب وسوف تليها دول اخرى ممن شاركت في الموتمرات وورش العمل؛ لذا فان اسرائيل الغاصبة لا تكتفي بالامارات بل مساحة تحركها القادم كل الخليج  .

ثالثا / لايصح القول ان الدول التي طبعت العلاقة مع الكيان الغاصب لم تنتفع اقتصاديا كما في مصر لان اسرائيل لم توسس علاقاتها مع العرب لتقدم لهم بل ليقدموا لها ,ومن هنا في ظل الازمة الاقتصادية العالمية وفي ظل تنامي قوة ايران وسيطرتها وتفوقها قررت اسرائيل ان تقف على الضفة الاخرى من الخليج ويقف خلفها المحيط الدولي والاوربي والشركات العالمية لتستثمر في الاقتصاد والامن والمجتمع الخليجي, ولتشكل هي ومن يقف خلفها مصدا لقوة ايران المتنامية بعد ان استشعرت اسرائيل ان المساحة الشيعية امتدت على الشام والخليج واليمن وحركت شعوب المنطقة وكادات ان ترسم معالم خليج جديدة وتوازنات اقتصادية متغيرة وسيطرة على المنافذ المهمة .

من هنا يمكن القول ان المعركة تتصف بمايلي :

اولا :  لاينظر فيها الجانب الخليجي ولا الاماراتي ولا الكيان الاسرائيلي الى الفلسطيني وحقوقه بالاساس بل المعركة بين معسكرين احدهما الصهيونية بكل تجلياتها والاخر الاسلام الثوري بكل تجلياته وامتدادته ولاحياد في البين الا للموتى.

ثانيا : تتصف اسرائيل بضعفها وهكذا الخليج فقد تاكد لهم العجز عن مواجهة المد الثوري بعد الانتصارات التي حققتها ايران ضد التحرشات الامريكية وبعد انتصار الشعب اللبناني والسوري والعراقي واليمني فليس امام الضعفاء الا الاستسلام او ان يحاولوا الاستعانة ببعضهم وتجميع قوتهم المنهارة وبالتالي فان اسرائيل والذيول الخليجية فاقدة لعنصر القوة والردع والتحدي

ثالثا : الخليج والمنطقة مستقبلا سوف تشهد حضور الاقطاب الدولية ( الروس والصين ) لتزاحم امريكا فليس امامها الا ان تحتل مساحتها وتتموضع في الجغرافيا الخليجية من الان لتكون ممن يرسم المخرجات ولكن في واقع الامر كل المراقبين يرون ان عوامل النصر بيد العنصر الثوري بفعل قدرته الذاتية وتجربته وانتصاراته وجمهوره وتحالفاته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك