المقالات

مقالة لم تنشر

2057 2020-08-10

سعد الزبيدي*||

 

وأنا أتابع تصريحات كل المسؤولين بعالمنا العربي عموما والعراق تحديدا وجدت تطابقا وتوأمة في الأفكار وفي الأطروحات والرؤى وحتى ردود الأفعال والتعابير وتقاسيم الوجه كل ذلك جعلني أفكر عميقا وأغوص في خلفية الثقافة العربية التي تنتج قادة متشابهين إلى هذا الحد وكأنهم نسخ متطابقة صنعتها ماكنة واحدة.

فكل قادتنا هم المنقذون وهم خلقوا لينقذوا شعوبهم من مآسي قادتهم السابقين فالسابقون هم من دمر البلاد وانتهك الحرمات واغتصب الحريات وبدد ثروات الشعوب وقيد القدرات ودفن المواهب وقاد بعنجهيته شعبه  إلى الحضيض وحملهم ما لا طاقة لهم به وجعلهم أيامهم لياي أسود من لياليهم السود

هم قادتنا يعشقون الانشاء الذي تفاخر به العرب فهو تجارتهم التي لن تبور وهم يتشدقون ببطولاتهم ويلعنون سابقيهم ومناوئينهم ومخالفيهم بل ويهجون من انتقدهم ويثنون على من مدحهم تراهم يتكلمون أكثر مما يفعلون ويتلونون حسب الظروف فساعة هو الأب الرحيم وتارة هو القائد العظيم وتارة هو المفكر الأوحد وتارة هو العبقري الممجد .

هم يبتسمون بلا سبب ويغضبون فيقذفون من أفواههم باللهب المستحيل ما صنعته أيديهم والحكيم من تمسك بتعاليمهم .

كلهم يتبجح عما حققه وكأنه خالق الكون وواهب الحياة فليس في تأريخهم هفوة أو في حياتهم غفوة فهم مصدر كل الهام وقوة.

ترى منهم العجب فكلهم من سلالة أبو لهب صورهم تملأ الجرائد والمجلات والفضائيات والجدران  والكتب .

من منكم يقرن ما أقول بما مضى ممن أتحدث عنهم :-

(صدام حسني بن علي علي صالح... وكل حثالات اليوم إمعات ونكرات الأمس الخ )

هل اعترف أحدهم بذنب أذنبه أو خطأ ارتكبه إنهم ليسوا من بني جلدتنا فهم فوق مستوى البشر وتحت مستوى الخالق فلا رأي إلا رأيهم ولا كلمة إلا كلمتهم ولا صواب إلا فيما فكروا ولا سداد إلا فيما قرروا   .

هم السد المنيع  والحصن الحصين هم أحفاد السابقون من علي والحسين و هارون وصلاح الدين .

كثيرا ما يعجبني أمتع ناظري بلقاء مع سياسي هذا العصر حتى أتفكه عليهم لأنهم كلما حاولوا أن يجملوا صورتهم بأعين الخلق شوهوها وكلما زوروا حقيقة هم فضحوها .

مالكم أنسيتم من أنتم أيها الجرذان ؟

يامن لفظتكم أنابيب المجاري فقذفتكم علينا بأفكاركم النتنه ووجوهكم الممسوخة وضحكاتكم البلهاء وجيفتكم التي أزكمت أنوفنا .

أتركونا وارتحلوا يامن سرقتم أحلامنا يامن لونتم أيامنا بلون الدم واغتلتم آمالنا وجعلتم من بؤسنا طعاما لكم ومن معانتنا رزقا لكم

سنقولها لكم عما قريب ونقذف بكم في البحر .

يامن جعلتم من أيامنا قصة حزينة لا نهاية لها اقترب يومكم سادتي وسوف نقتص منك ونرميكم في مزبلة التاريخ أنتم وعنجهيتكم وجبروتكم وتعنتكم وتسلطكم ولؤمكم .

صبرنا عليكم صبر أيوب وتحملنا غبائكم كما تحمل يعقوب غياب يوسف فلستم أبناء الله ولستم تملكون عصا موسى ولاخاتم سليمان انزلوا من صومعتكم يامن صعدتم على ظهورنا ويامن أوصلتكم أصابعنا إلى السماء تلك الأيدي تنزلكم من عليين إلى أسفل سافلين

لاتستخفوا بنا ولا  تستمروا بالضحك على ذقوننا ولا تتجاهلوا حلمنا عليكم فإذا فار التنور فسنقذف بالحمم ونشعل نارا لا تبقي ولاتذر فلن تحميكم منطقة خضراء ولا مصفحات ولا مواكب ولا صفارات ولا نهيق ولا صرخات سنزلزل الأرض تحت أقدامكم ونطبع أرقام أحذيتنا على وجوهكم .

بينما العراقي أصبح مشروعا للموت منذ عام 2003 نجد أن لا أحد من المسؤولين يمتلك أخلاق الفرسان فيعترف بتقصيره أو يندى جبينه لرؤية الموت يحصد العشرات يوميا ومنذ عشر سنوات ويصر البعض على التمسك بالكرسي وكأنه الاوحد الذي يستحقه .

إلى كل الشرفاء موعدنا معكم لانهاء حكم الطغات في الانتخابات القادمة فالفرصة لن تتكرر مرتين وحتى نثبت.لهم أن الشعوب أقوى من الطغات لابد أن نتوحد  وأن غدا لناظره قريب.

*كاتب ومحلل سياسي .

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك