المقالات

ساسة العراق ومشكلة الوعي 

1324 2020-08-02

 

حافظ آل بشارة||

لحد الآن لم يفهم اكثر قادة النظام والدولة حقيقة الشعب واسلوب تفكيره ونفعيته ، فالشعب بطبيعته نفعي مصلحي ونفعيته مشروعة ومطلوبة وهي من معايير الدولة العادلة ، والعقد الاجتماعي الذي اشتهر في فلسفة السياسة انما يعبر عن صفقة بين الحاكم والمحكوم ، فالحاكم يمارس سلطته ليخدم الناس مقابل تعاون الناس معه ومنحه الشرعية ، ولا توجد اي اعتبارات ثانية في علاقة الحاكم بالمحكوم غير الاعتبارات المهنية كالنزاهة والكفاءة والتخصص ، فلا احد يحترم المسؤول المتدين او يحتقر المسؤول غير المتدين بل المسؤول الخدوم النزيه هو المحترم عند الناس سواء كان متدينا او غير متدين ، بعض الاسلاميين بدائيون في تفكيرهم ويعتقدون ان الناس سيحترمونهم وان فشلوا لأنهم متدينون حسب تصورهم وان كان هذا التدين السياسي فيه بحث آخر ، بينما القاعدة تقول ان اكثر الناس غير متدينين واكثرهم للحق كارهون ، ويبحثون عن مسؤول يخدمهم ولا يستخدمهم ، بهذه المعايير سوف تكون تجربة الكاظمي مع السلطة او بهذه المعايير ستكون مرحلة ما بعد الانتخابات ان نجحت ، سيحاول البديل المقبل تحقيق النجاح في كل ما فشل فيه الآخرون ، وربما تكون اميركا داعمة لاثبات فشل الاسلاميين ، يجب الانتباه بدقة الى تجربة دول الخليج فقد حققت الامارات اعلى دخل فرد في العالم ، واصبحت تدرج ضمن الدول الاكثر رفاها في العالم ، كذلك الكويت وقطر ، هذا ما يريده المواطن. وهذه الدول لا يوجد فيها حديث عن الفساد وسرقة الاموال مع ان الأمير يملك الدولة ونفطها واموالها ولديه امبراطورية مالية هائلة لكنه حريص على رفاه شعبه ، معظم الدول الرأسمالية تتصرف بهذه الطريقة لكن الاختلاف ان في تلك الدول تسيطر على الاقتصاد شركات ولوبيات كبيرة وتعتمد الدولة نظاما ضريبيا دقيقا لكي تمنح المواطن حقوقه كاملة وتضمن له الاستقرار النفسي والاعتزاز بدولته في اطار العقد الاجتماعي ، لذا هم في الانتخابات يتنافسون على خدمة المواطن وتتنافس الشركات واللوبيات والحكومات على ارضاءه ، لأن اي مظاهرة شعبية بسيطة في الشارع يمكن ان توجه ضربة قاصمة للشركات وشبكاتها وسمعتها فهي اجهزة ضخمة لكنها تنهار بسرعة امام اي اضطراب في الشارع ، وهذه آليات عريقة عمرها مئات السنين في الغرب ، وهي تجربة تعبر عن مكانة نفعية المواطن في صناعة النظام السياسي وتوازنه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك