المقالات

و"تلك الأيام" سيداولها الله بين الناس..!  

1566 2020-07-27

قاسم العجرش  qasim_200@yahoo.com ||

 

لا يشكل البعث بكل قيحه وآثامه وآلامه التي سببها لشعبنا، أي مثابة مهمة في حياة شعبنا، وعلى الرغم من أنه أعتلى ظهورنا لإربعين عاما، مليئة بالجبروت والطغيان والجريمة، إلا أن هذه السنوات مضت ومضى معها تاريخ قذر، كان عنوانها العار والشنار.

أربعين سنة لا تمثل إلا بضع سويعات؛ من يوم تعدونه بخمسين الف سنة، وهي لا تمثل إلا (أمس)، نحاول جاهدين أن ننساه، وننسى أحداثه المؤلمةـ لكن توثيق الذاكرة المؤلمة أكر مهم وحيوي ومنتج، منتج لأنه سيكون وسيلة لعدم الوقوع تحت وطأة مسببات الألم مرة ثانية، وحيوي لأن لإبقاء الذكريات حية يسهم في صناعة أجيال، تحترم آلام آبائهم، ومهم حتى لا يتم تزوير التاريخ، بتبرئة المجرمين والطغاة، وتحويل الضحايا الى مجرمين!

ولذلك فإن ما يقوم به بقايا البعث، من محاولات بائسة للفصل بين البعث وصدام والصدامية، من هذا النمط الخبيث بالتعاطي مع مهمة كتابة التاريخ.

شعبنا لم يصب بمرض فقدان الذاكرة، لذلك فإن حقبة البعث، لا يمكن فصلها عن رجالها، فهم الذين صنعوها، وهم الذين كانوا سيوفها التي تقطر دما على الدوام، ولا يمكن تبرئة أي منهم، حتىالذين تعرضوا منهم الى ضيم وجور بعثهم، لأنهم هم الذين سنعوا البعث وصنعوا صدام، وهم الذين صفقوا له (غالي ..صدام غالي) بالعربيةوبالكوردية( سركمن زيره صدام غالي)..وليتمها مسعود بارزاني بـ (هربجي بابي عدي)..

صحيح أن الإنسان يميل الى طي الماضي، للتخلص من صداع السنين، لكن أن يحاول أحد خونة آلام الشيعة، إبن الناصرية التي نكبها البعث بآلاف من خيرة رجالها، البعثي المدعو حميد عبد الله، القيام بعملية جراحية معقدة، للفصل بين صدام والبعث، وتبرئة البعثيين من جرائهم، وتقديمهم على أنهم كانوا حملان وديعين، وأن صدام ظلمهم كما ظلم الشعب العراقي، عبر برنامجه (تلك الأيام)..والذي يبثه من الأردن، تحت الرعاية"الكريمة" لملك يهبه العراق نفطا مجانيا طيلة نصف قرن من الزمان.. فتلك جريمة أخرى يرتكبها البعث عبر أحد أدواته القذرة!

إذا كان رؤوس الظلم من البشر هم أساس الفساد على وجه الأرض, فإن أعوانهم وأتباعهم لا يقلون عنهم سوءا ولا ذما, فإنما انتشر الظلم في الأرض من خلالهم, وإنما مورس القهر والبغي على الناس بقوتهم وأيديهم, فمن هو فرعون لولا جنده وأتباعه، وأعوانه كمثل هامان وأشكاله.

من هذا الباب جاء ذكر "الملأ" في القرآن الكريم بصيغة الذم والقدح والتوبيخ, نظرا لكونهم أعوان الظلمة وأتباعهم, قال تعالى على لسان قوم هود: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} الأعراف/66 , وقال تعالى على لسان قوم صالح: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ...} الأعراف/75 .

وإذا كانت عقوبة الظالمين في القرآن الكريم شديدة، فإن عقوبة أتباعهم لا تقل قسوة و شدة, وإذا كانت نهاية العتاة والجبابرة والمتكبرين في القرآن الكريم وخيمة, فإن نهاية أعوانهم ومواليهم لا تقل سوءا, فهم شركاء في الجريمة, فلا بد أن تكون العقوبة شاملة لهم تبعا لذلك.

ولا تقتصر عقوبة أتباع الظلمة وأعوانهم على الدار الآخرة, بل تطالهم في الدنيا قبل يوم القيامة.

كلان قبل السلام: نُذَكر حميد عبدالله، الشيعي الشروكي لكن البعثي، أن "تلك الأيام" سيداولها الله بين الناس، وأن جهنم فارغة فاها بإنتظارك، بل إن الشيطان الذي يعتبر أظلم الظالمين يتبرأ من أتباعه وأعوانه يوم القيامة, بل ويدعي إيمانه بالله وكفره بمن أشرك به سبحانه, {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُم ْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ابراهيم/22 .

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك