المقالات

تلميع الزيتوني ..!  

1664 2020-07-16

حيدر السعيدي ||

 

     قيل أنّ رجلا دفن كلبا في مقابر الناس ، فشكاه الناس إلى القاضي ،فاستدعاه القاضي وسأله عن حقيقة ما نسب إليه ، فقال الرجل : نعم لقد أوصاني كلبي بذلك ونفذت وصيته !

قال القاضي : وهل يحق لك ان تدفن كلبا في مقابر الناس الصالحة وتستهزئ بنا جميعا ؟!

قال الرجل : لقد فاتني أن أضيف يا سيادة القاضي بأنّ الكلب كان قد أوصاني أيضا ان أهب ( 1000) دينار لسيادتكم لما تتمتعون به من حكمة وعدالةٍ بالغة !

عندها انتفض القاضي وقال : رحمَ اللهُ هذا الكلب الفقيد ، الكلب الطاهر .

فتعجّبَ الناسُ من أمر هذا القاضي ، وعلى قدرته في  تغيير رأيه وقراره بثوانٍ معدودات ، وسادَ الموقفَ صمتٌ كبير كسرَه القاضي بقوله : لا تعجبوا ، فقد تأمّلتُ في أمر هذا الكلب الصالح وسلالته ، فوجدته من نسلِ كلب ( أهل الكهف ) !

  يبدو ان ذلك القاضي ( العادل ) قد انجب كثيرا من الإعلاميين الذين يطلون علينا في كل مساء من شاشات الفضائيات المغرضة في مهمة زيتونية بأمتياز غايتها تلميع تلك الأيام السوداء  من حكم البعث المقبور ( 1963 - 2003  ) , ونعتها بالفترة الذهبية لحكم العراق , ومحاولة اغداق كل الصفات الملائكية على رموز النظام المباد الذي حكم شعبنا العراقي المظلوم بالنار والحديد .

المحاولات البائسة لبث روح الحياة من جديد في جيفة البعث الصدامي تتهاوى امام ذاكرة العراقيين الشرفاء التي تختزن مشاهد جرائم العفالقة منذ اعدام الزعيم عبد الكريم قاسم , مرورا بأغتيال مراجع الدين واعدام طلاب الحوزات العلمية , ومنع الشعائر الحسينية , مضافا لها المقابر الجماعية ومجزرة حلبجة والتعدي على دول الجوار والدخول في حروب عبثية صبيانية لاطائل من ورائها .

تلميع تلك الأيام المظلمة والنفخ في روحها القذرة من خلال برامج بعض الفضائيات ومواقع اليوتيوب محاولة ضالة يائسة لتزييف الحقائق وإظهارالجلاد بصورة الضحية ليرتدي المجرم زي القديس , ولاغرابة تذكر في تعاطي هذه المواقع واصحابها في تحريف المعلومات ومخالفة الواقع , فهم يعتاشون على مائدة هدام وزبانيته منذ عقود .

الادهى والامر في هذا التلميع ان تجتر فئة مظلومة مضطهدة في زمن النظام المقبورهذه المفردات وتلك الثقافة في واقعها الاجتماعي اليومي بطريقة التباكي على نظام العفالقة , ومن بين هذه الفئة بعض المؤمنين الذين يخاطبون الامام الحسين (عليه السلام ) : ( ولي لمن ولاكم وعدو لمن عاداكم ) , ناسين او متناسين القصف المدفعي الصدامي الذي طال مرقد الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام ) في الانتفاضة الشعبانية عام (1991 ) .

السم المنقوع لحالة التلميع لأزلام الزيتوني سرت في اذهان بعض شبابنا الذين لم يعهدوا صدام و جلاوزته فكانت النتيجة الصادمة تغيير صور صفحاتهم الشخصية بصورة (جرذ الحفرة ) .

       16/ 7/ 2020

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك