المقالات

إصبع على الجرح / على ذمة جدتي  

1710 2020-07-13

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

رحم الله جدتي بما كانت تمثله في ذاكرتي من عفة وحياء وطيبة وفطرة ونقاء فلا زالت حكاياها تستوطن الذاكرة وتتربع عرش القلب .

في حكايا جدتي فأن الحيوانات تتحدث وتأخذ دور البطولة وعندما نستغرب ذلك ونسألها وهل الأسد او ابو الويو او الكلب يحكي ..

تجيب على الفور وبكامل القناعة والإقتناع واليقين ( إي يا حبوبة الحيوانات كلها جانت تحجي كبل )  . نصدقها ونستمع لها بإصغاء ونحن نلتف حولها بدشاديشنا البازة المقلمة وفي الوسط صوبة علاء الدين .

اليوم احكي لكم حكايتي وعلى طريقة جدتي فأن كلبا انزعج من عيشته في العراق بعد إن ساءت الأحوال ما بعد التغيير والديمقراطية فقد كان سابقا يخاف من رصاص فرق الشرطة الجوالة المخصصة لقتل الكلاب اما اليوم ورغم انهم تمتعوا بحرية الحركة حيثما يشاؤا والتزاوج وقت ما يشائوا والنبيح في أي وقت يشائوا لكنهم يعانون من الجوع فلا قصاب يرمي لهم عظما ولا بيت يرمي فضلات تؤكل والأطفال عادوا متخلفين يركضون خلف الكلاب بالطابوق والحجر فيبحثون عن مكان للأختباء لم يجدوا  فلا ظل يأويهم من شمس الصيف الحارقة ولا مكان يحميهم من مطر وبرد الشتاء فقرر الكلب ان يهاجر وفعلا توجه نحو الموانيء وتسرب بين البضائع الى الباخرة التي اوصلته الى احدى دول أوربا . هناك نزل في الميناء فشاهده رجال الشرطة مرهقا قذرا فأخذوه الى دار رعاية خاصة بالكلاب حيث الغسل والتنظيف والرعاية الطبية  والطعام الخاص من الدرجة الاولى وتحولت حياته وكأنه بدرجة مسؤول عراقي بفندق خمس نجوم .

بعد أشهر أرتفع الحنين عنده الى الوطن خصوصا عندما سمع أغنية حسام الرسام (عندي وطن) وحاتم العراقي ( أشوفك وين يا مهاجر) ودمعت عيناه وقرر أن يرجع الى ارض الوطن وفعلا استطاع ان يصعد على احدى البواخر وعاد الى العراق وهو يتمشى في الميناء التقى بكلب اخر وهو متوجه للهجرة فسأله اين انت ذاهب فقال له الآن اقتنعت بإنه لا فائدة من العراق في ظل هؤلاء الحرامية وهذا التخلف وقررت ان اهاجر الى اوربا . قال له  أنصحك بأن ترجع ولا تهاجر لأنك سوف تفشل مثلي  سأله وكيف  ؟ قال له ( ما راح تدبّرها لان ما تحس بنفسك چلب غير بس بالعراق .. )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك