المقالات

إصبع على الجرح / على ذمة جدتي  

1671 2020-07-13

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

رحم الله جدتي بما كانت تمثله في ذاكرتي من عفة وحياء وطيبة وفطرة ونقاء فلا زالت حكاياها تستوطن الذاكرة وتتربع عرش القلب .

في حكايا جدتي فأن الحيوانات تتحدث وتأخذ دور البطولة وعندما نستغرب ذلك ونسألها وهل الأسد او ابو الويو او الكلب يحكي ..

تجيب على الفور وبكامل القناعة والإقتناع واليقين ( إي يا حبوبة الحيوانات كلها جانت تحجي كبل )  . نصدقها ونستمع لها بإصغاء ونحن نلتف حولها بدشاديشنا البازة المقلمة وفي الوسط صوبة علاء الدين .

اليوم احكي لكم حكايتي وعلى طريقة جدتي فأن كلبا انزعج من عيشته في العراق بعد إن ساءت الأحوال ما بعد التغيير والديمقراطية فقد كان سابقا يخاف من رصاص فرق الشرطة الجوالة المخصصة لقتل الكلاب اما اليوم ورغم انهم تمتعوا بحرية الحركة حيثما يشاؤا والتزاوج وقت ما يشائوا والنبيح في أي وقت يشائوا لكنهم يعانون من الجوع فلا قصاب يرمي لهم عظما ولا بيت يرمي فضلات تؤكل والأطفال عادوا متخلفين يركضون خلف الكلاب بالطابوق والحجر فيبحثون عن مكان للأختباء لم يجدوا  فلا ظل يأويهم من شمس الصيف الحارقة ولا مكان يحميهم من مطر وبرد الشتاء فقرر الكلب ان يهاجر وفعلا توجه نحو الموانيء وتسرب بين البضائع الى الباخرة التي اوصلته الى احدى دول أوربا . هناك نزل في الميناء فشاهده رجال الشرطة مرهقا قذرا فأخذوه الى دار رعاية خاصة بالكلاب حيث الغسل والتنظيف والرعاية الطبية  والطعام الخاص من الدرجة الاولى وتحولت حياته وكأنه بدرجة مسؤول عراقي بفندق خمس نجوم .

بعد أشهر أرتفع الحنين عنده الى الوطن خصوصا عندما سمع أغنية حسام الرسام (عندي وطن) وحاتم العراقي ( أشوفك وين يا مهاجر) ودمعت عيناه وقرر أن يرجع الى ارض الوطن وفعلا استطاع ان يصعد على احدى البواخر وعاد الى العراق وهو يتمشى في الميناء التقى بكلب اخر وهو متوجه للهجرة فسأله اين انت ذاهب فقال له الآن اقتنعت بإنه لا فائدة من العراق في ظل هؤلاء الحرامية وهذا التخلف وقررت ان اهاجر الى اوربا . قال له  أنصحك بأن ترجع ولا تهاجر لأنك سوف تفشل مثلي  سأله وكيف  ؟ قال له ( ما راح تدبّرها لان ما تحس بنفسك چلب غير بس بالعراق .. )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك