المقالات

التكبر المناطقي  

1786 2020-07-01

حيدر السعيدي ||

 

منذ عقود من الزمن يعمل معهم في نفس الدائرة، وهم يناودون عليه : ( ابو علي ) ويكنونه باسم محافظته التي قدم منها منذ ثلاثين سنة ، ويعللون ذلك بأنه ليس من مدينتهم ، بل من مدينة عراقية اخرى ونحن اهل المدينة الاصليون، فنحن اهل الشرف واهل الخير، وليس كل من يأتي الى مدينتنا وافدا يحمل وسام هذا اللقب وشرف الانتساب .

حالة التكبر التي نجدها عند البعض يصفها اهل البيت (عليهم السلام ) بانها مرض خطير وسقم مابعده سقم،  ذلك ان ائمة الهدى اعلنوها في اكثر من حديث شريف "ان المتكبر تطأه الاقدام يوم القيامة الى ان يفرغ الله تعالى من حساب الخلائق، وان الجنة لا يدخلها من في قلبه ذرة من كبر"  .

حالة التكبر اخذت منحىً جديدا في العراق اسمحوا لي ان اسميه التكبر المناطقي، فهناك مدن تدعي ان لها الشرف بان لديها مرقد امام معصوم مما يجعلها في حالة تعالي على الاخرين، نعم انه شرف كبير ولكن ابحثوا عن شرف اخر من صنع ايديكم لا من صنع السماء .

والبعض يقول ان لدي طبيعة جميلة ولست كباقي المدن التي هي عبارة عن صحراء قاحلة، وهذا الامر الهي فهناك مناطق جبلية واخرى سهلية .

واخرون يدعون انهم اعلم من غيرهم واكثر ثقافة لأن شاعرا ما او عالما في مجال ساقته الأقدار فوضع رحاله في مدينتهم ، حتى وصل الحال الى ان هناك مدن اصبح التكبر فيها سمة بارزة وظاهرة للعيان تمقتها افواه المدن الاخرى، ورائحة الحسد والبغضاء في هذه المدن تزكم الانوف .

ان كان كل الشرف لديكم وجود مرقد او جبل او شلال او معلم سياحي اوغيرها وانتم مثال واضح للتكبر والانانية، فأنتم بحاجة الى مراجعة فورية الى مصحات عقلية كي لا تصيب عدواكم المدن الطيبة الاخرى .

انتم لستم شعب الله المختار، وكل مدينة فيها مواهب علمية وملكات عقلية وتزخر اقضيتها ونواحيها بمعالم سياحية ومراقد دينية، فلاداعي ابدا للتكبر الفردي او المناطقي .

رحم الله الشاعر إيليا ابوماضي اذ يقول :

نسي الطين ساعة انه طين حقير     فصال تيــــــــــها وعربد

يااخي لاتمل بوجهك عني           ما انا فحمة و لا انت فرقد

 انت مثلي من الثرى واليه         فلماذا. يا صاحبي التيه والصد؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك