المقالات

الأهداف المبطنة للهجوم الكاظمي  

1920 2020-06-27

🖋 قاسم العبودي ||

 

الكتل السياسية التي جاءت بالكاظمي تعلم جيداً بأنه سيفشل بأدارة الحكومة العراقية . وواشنطن أيضاً تعلم  ذلك ، لكنها زجته في هذا المضمار لأنها بحاجة ماسة لرئيس حكومة فاشل وضعيف ، وأن أدعى القوة . ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن يأتي رئيس للحكومة ذا قوة ، ومن الممكن أن يصلح أمور العراق البائسة . لذا راهن الكاظمي على الدعم الأمريكي بغض النظر عن قناعة الشعب العراقي الذي لم يستسيغ لهذه اللحظة الديمقراطية بمفهومها الواسع . بعض العراقيون منقسمون على أنفسهم ويطالبون برجل قوي ، لذلك حاول الكاظمي رسم صورة لنفسه بأنه السوبرمان الذي سيغير معادلة الرؤساء الذين سبقوه . وحاول أقناع الشعب بهذه القوة الزائفه . أول شيء ( تحارش ) بمزدوجي الراتب وذلك لأمتعاض كثير من الناس من هذه الأزدواجية ، لأنهم لا عمل لهم . ولا تعيين فأراد مناغمة هذه الشرائح بأيقاف الرواتب المزدوجه .

ومن ثم عرج على فصائل المقاومة لأن أيضاً هناك من يحاول حل الحشد وخصوصاً شركائنا في الوطن الذين لم يرق لهم تواجده في مناطقهم لكثير من الأسباب ، فضلاً عن رفض واشنطن لهذه القوات العقائدية ، فكان مكافئة واشنطن له بترئيسه للحكومة ، يقابلها تعهد بحل الحشد ، أو تذويبه بطريقة أو أخرى . لكن للأسف الشديد لا وشنطن ، ولا الكاظمي ولاحتى شركاء الوطن ، لم يقدروا الحشد والفصائل المقاومة حق تقديره . الحشد الشعبي العقائدي يعمل على تأسيس دولة حديثة مبنية على أساس الوحدة الوطنية ، أقلها ظمن المنظومة العسكرية .

لذا لم يرق لجميع الأطراف أن يكون عراقاً موحداً ، لأن الجميع له حساباته الخاصة البعيدة كل البعد عن الوطنية

الكاظمي يعتبر فصيل كتائب حزب الله ، وكل أمتداداته ماهي ألا ذراع أيراني يجب قطعه !  وبأيعاز من حكومة واشنطن تم الهجوم بهذه الكيفية التي رأيناها .

البدلة التي أرتداها الكاظمي في مرحلة سابقة لا تعني له الكثير ، بل جاءت وفق مجاملة سياسية أمام وسائل الأعلام فقط . ثم الرجل تفاعل مع السلوك الأمريكي ، والسلوك الأمريكي لايأبه لهكذا ألتزامات وقد رأينا تنصل واشنطن من كثير الألتزامات الدولية وحتى الأخلاقية .

أعتقد لن تتوقف واشنطن بدفع الكاظمي مره أخرى للأحتكاك مع فصائل المقاومة ، وأعتقد ستتغير الستراتيجية الكاظمية مع أبناء الحشد عموما ، وفصائل المقاومة التي لها ثأر مع مصطفى الكاظمي ، أذا ما علمنا أن دائرة الأتهام له بأغتيال قادة النصر لازالت قائمة . فشل الكاظمي بأدارة أزمات العراق ، ويحاول التغطية على فشله بأثارة أزمات داخلية لألهاء الرأي العام وعدم الأنتباه لما يجري ، وخصوصاً هناك أجتماع قادم للحوار مع واشنطن بخصوص التواجد الأمريكي في العراق .

لا أستبعد فرضية الأقتحام التركي لشمال العراق بأنها ظمن السيناريوا التي تعده واشنطن للألتفاف على القرار البرلماني القاضي بأخراج القوات الأجنبية ، فضلاً عن القوات الأمريكية المحتلة .

ملاحظة أخيرة ، الهجوم الغير مبرر من قبل جهاز مكافحة الأرهاب ، أراد من خلاله الكاظمي فصم عرى التفاعل القتالي بين أبناء الحشد وجهاز مكافحة الأرهاب ، الذين عملوا سوياً بقتال المجاميع الأرهابية .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك