المقالات

هل سيعود الهاشمي ايضا ؟ 

1821 2020-06-20

د. علي الطويل ||

 

لعل من المفارقات العجيبة في نظامنا السياسي ، والتي تعتبر ظاهرة لامثيل لها ان الجلاد الذي يدان بجرائم واضحة وجلية ويتبجح بجرائمه امام الاعلام دون خوف او تردد ، وبعد مدة من الزمن  يصبح سيدا ومناضلا  ويسوق اعلاميا بانه مظلوم ومعتدى عليه ، ويوجه اللوم الى الضحايا ومن وقع عليهم الظلم بان تقطع رواتبهم مرة ، ويظلمون بحقوقهم مرة اخرى ،  ويفسقون بالاعلام ويتحولون الى مخربون يجلبون العار للوطن لانهم يطالبون بالاقتصاص ممن ظلمهم والوطن يريد سلاما يتساوى فيه الجلاد والضحية بحسب نظرية الاعلام العراقي الماجور . فمنذ سقوط النظام والى اليوم تشكلت جبهة قوية  فيها اركان متعددة واهم اهدافها هو   تمزيق الوطن والانتقام ممن يعتقدون انهم سببا لسقوط ذلك النظام وكذلك منع الاغلبية السكانية في العراق من نيل حقوقها السياسية التي حرمت منها لعقود من الزمن   ، وهذه الجبهة اجتمعت فيها الارادات المحلية والاقليمية والدولية ، وتشكلت  اركان هذه الجبهة من  العصابات الارهابية بمسمياتها المختفة  ، القاعدة مرة وداعش اخرى ولاندري ماذا بعد داعش من جهة  ، وكان لها حضور سياسي فاعل عبارة عن شخصيات سياسية تعمل ضمن اطار الدولة نهارا وضمن صفوف داعش ليلا ، ومهمتها عرقلة القوانين والقرارات والدفاع عن متبنيات العصابات الارهابية وتسهيل مهمتها لوجستيا ماليا واستخباريا من جهة اخرى  ، وهؤلاء السياسيين انضووا تحت مسميات كتل مختلفة  ولكن ارتباطاتهم عادة ماكانت مرتبطة  بالعامل الاقليمي والدولي لتنفيذ اجنداته واهدفه وخططه التي لاتختلف كثيرا عن اهداف العصابات الارهابية بل لا تتقاطع معها في كثير من الاهداف، ومن جهة ثالثة فان احد اركان هذه الجبهة هو ماكنة اعلامية مدفوعة الثمن سخرت  لها امكانيات واسعة لخلق راي عام دافع ومساند لكل متبنياتها وخططها ،  ولانريد الاسهاب في استعراض قضايا باتت مفهومة لدى الكثر من الاوساط المثقفة والواعية ولكنها ملتبسة على طبقات واسعة من المجتمع ، وما يهمنا اليوم هو تسليط الضوء على عودة احد اعمدة العمل السياسي الداعشي في العراق وهو رافع العيساوي الذي عاد للعراق فجأة و بدون مقدمات  لتبدا التبريرات السياسية والاعلام المجامل والماجور  لتبييض صورته وتلميع موقفه وتبرئة ساحته من التهم اعلاميا  قبل تبرئته قانونيا ،  وذلك لتهيئة الاجواء للقبول ببراءته لكي لا تكون هناك ردة فعل مضادة ، لقد تعود العراقيون على الصفقات في الاجواء المظلمة وقد سبق العيساوي تبرئة الدايني ومشعان الجبوري والمطلك وتحولوا بقدرة العاملين تحت جنح الظلام الى مظلومين بعد ان كانوا ظالمين وقتلة وارهابيين ،  ان الوضع العراقي الان وفي ظل هذه الحكومة التي باتت اهدافها واجنداتها واضحة ومكشوفه ،  اصبح  يسير باتجاه تسيد القتلة والمجرمين مجددا على ارواح ومقدرات الشعب ، وتحويل الجلاد الى ضحية والضحية الى مجرم وقاتل وسببا من اسباب مصائب الوطن ، اذ لم يمضي شهران من عمر هذه الحكومة وبدانا نلمس القرارات الجائرة والتحركات التي لايفهم منها الا ماذكرناه ، والامر الاعجب هو سكوت بل خنوع الكتل السياسية المحسوبة على الطبقات الفقيرة والمظلومة ، اذ لاموقف واضح لحد الان على مايجري الا من بعض الاطراف بمواقف خجولة وتبدو معزولة ولا اثر لها تجاه هكذا قرارات وتصرفات حكومية خطيرة ، لذلك وبعد ماجرى من عودة العيساوي وما يتوقعه اغلب المراقبين من ان هناك ضمانات  لتبرئته  تجعلنا لانشك بان الدور بالعودة سيكون للهاشمي وسوف لن تطول الايام لعودته معززا مكرما وليشرب ابناء الضحايا من البحر .  19/ 6/ 2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك