المقالات

حوار الغبران  

1761 2020-06-13

🖋 قاسم العبودي

 

نعتقد أعتقاداً جازما ، أن التشظي وغياب الرؤيا الحقة لدى أغلب الكتل السياسية في العراق ، فضلاً عن الأندكاك في تنفيذ أجندات أمريكية ، سيقود مفاوضات بغداد وواشنطن الى طريق يهيمن المحتل الأمريكي على الداخل العراقي بطريقة أو أخرى .

هناك ترجيح لدينا ، وشبه أعتقاد بأن المحتل الأمريكي سيحاول الألتفاف على القرار البرلماني القاضي بأخراج قواته من العراق ، بطريقة خبيثه يجعل معها المفاوض العراقي في حيرة كبيرة من أمره .

وقد صدر البيان الأول يوم أمس بعد اللقاء بين الوفدين العراقي والأمريكي الذي أشار بهدوء الى أمكانية خروج بعض قوات الولايات المتحدة الأمريكية من العراق أمتثالاً لقرار البرلمان العراقي .

ما حصل يوم أمس حوار وليس أتفاق ، وشتان بين الأتفاق والحوار ، وجل ما نعتقده ، بأن المحاور العراقي الذي تكتمت عليه الحكومة العراقية طويلاً ، أنما سقط في فخ الشيطان .

 من وجهة نظرنا ، نعتقد بأن السيادة خط أحمر لأي دولة في العالم ، ولما كان الأحتلال هتكاً  واضح لهذه السيادة ، فيفترض بالمفاوض العراقي بأن يكون ثعلباً ماكراً امام ذئب خبر طريقة الأفتراس والغدر .

يجب أن لايكون هناك تفاوض مع الجانب الأمريكي في مسألة بقاء القوات الأمريكية ، كون هذه المسألة حسمت تحت قبة البرلمان العراقي . المفروض التفاوض يكون خارج سياق هذه الجزئية التي أتعبت الشعب العراقي كثيراً .

كان يجب على الجانب العراقي المفاوض ، فرض الأعتذار من قبل الجانب الأمريكي في مقتل الشهيدين الحاجين سليماني وأبي مهدي المهندس ، وأمام الشعب العراقي وبشكل شفاف وواضح .

كنا نتمنى أن يستغل الجانب العراقي هذا اللقاء بالضغط على الأمريكي من أجل أنتزاع بعض القرارات المهمة ومنها أن ترفع أسماء الفصائل التي صنفتها واشنطن في وقت سابق بأنها أرهابية .

كنا ننتظر أن ينتزع  الجانب العراقي من الأمريكي رفع أسماء الشخصيات المقاومة للأحتلال بأنها أرهابية . لكن للأسف الشديد ذهب اللقاء الأول دون الألتفات الى هذه المسائل المهمة ،التي جعلت  من المفاوض العراقي لقمة سائغة في فم المفاوض الأمريكي .

كان يجب أن يكون أنتهاك السيادة العراقية يوم أغتيال الشهدين سليماني وأبو مهدي المهندس ، حاضراً لدى ذهنية المحاور العراقي ، الذي تغافل متعمداً أم ساهياً هذا الموضوع المهم . هذه الأطروحات لو أنها كانت حاضرة ، لدعمت موقف المفاوض العراقي وجعلته أكثر صلابة .

أنا على مستوى شخصي لا أرى خروج للقوات الأمريكية في القريب العاجل ، وأن حصل هذا الأنسحاب أرى أنه أنسحاب تكيتي لأعادة التموضع في العراق بطريقة أخرى ، ربما تكون أكثر وبالاً على الشعب العراقي من التواجد العسكري ، كأن يكون هيمنه على القرار العراقي وتدخلاً سافراً بصنع القرار السياسي .

خروج القوات الأمريكية المحتلة لن تؤثر على الأمن الداخلي العراقي ، بل بالعكس ستزيد من قدرة العراقيين على ضبط الحدود الغربية للعراق مع سوريا ، وقطع الطريق أمام دخول قطعان داعش الأرهابي مره أخرى الى العراق .

أن تنامي القدرات القتالية للقوات العراقية ، كفيلة بالتصدي لأي محاولة لزعزعت الأمن في العراق ، عكس ما تدعيه القوات الأمريكية بأن داعش سيعود في حال أنسحبت القوات الأمريكية من العراق .

أذا لم يضع المحاور العراقي مصلحة الوطن العليا بالسيادة المطلقة ، وخصوصاً هناك مطلب مرجعي من النجف الأشرف ، وأصطفاف جماهيري ، فضلاً عن القرار البرلماني القاضي بخروج القوات الأمريكية من العراق ، فان ذلك سيكون خرقاً كبيرا .

 

(( البصيرة .. أن تصبح سهما بيد دولة الفقيه ليسدد في صدر الشيطان الأكبر )) .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك