المقالات

الفساد يهزم الدولة  

1680 2020-05-31

حافظ آل بشارة ||

 

رغم ان اغلب الناس المتابعين يملكون تصورا عن ملفات الفساد الذي دمر العراق ، الا ان (قائمة الاربعين) التي عرضها السيد عادل عبد المهدي امام مجلس النواب بعد تنصيبه شكلت مرجعا ممتازا لأربعين عنوانا من اشكال الفساد التي يعاني منها العراق ، ووعد الرجل بأن يبدأ بمكافحة الفساد وشكل مجلسا اعلى لهذا الغرض ، وبغض النظر عن مدى قدرة الرجل على المضي في تلك المهمة فان اقالته انهت المشروع ، ويواجه رئيس الوزراء المؤقت مصطفى الكاظمي ضغوطا من اجل منعه من البدء بملف مكافحة الفساد ، ويقول مراقبون ان الكاظمي لن يستطيع فتح ملفات الفساد لأن بعض كبار الفاسدين محميون من قبل قوى دولية ، حاليا وصلت مسيرة الفساد الجماعي المحمي الى ايصال العراق الى وضع الافلاس شبه الكامل ، فاصبحت الحكومة عاجزة عن تسديد رواتب الناس، عوائد النفط متدنية واموال الكمارك والضرائب تسرق ، وكل مورد اقتصادي مدر للدخل تمسك به دوائر الفساد المتفقة لذا من المنتظر ان يزداد الوضع سوء اذا بقيت ازمة اسعار النفط عند هذا المستوى لمدة طويلة .

محاربة فاضحي الفساد

اصبح الناس يعرفون عددا من السياسيين والسياسيات الذين يظهرون في الاعلام ويكشفون ملفات فساد خطيرة ، وبعضهم يدلي بمعلومات موثقة عن حجم الفساد واشكاله ومقدار الاموال المسروقة ، هؤلاء لا يمكن الشك بمدى شجاعتهم ودقة معلوماتهم ، وقد لاحظنا ان هؤلاء يواجهون هجمات اعلامية تطعن في نزاهتهم وتأريخهم وشرفهم ويتطوع بعض الكتاب المأجورين لشن تلك الهجمات المدفوعة الثمن ، والغريب في تلك الحملات الاعلامية العدوانية انها تركز على الصاق تهم شخصية بمن يفضح الفساد ولا تتطرق الى الملفات والارقام والادلة التي يقدمونها ، مع ان المطلوب من كل شريف دعم وتشجيع من يفضحون الفساد وان كانوا سيئين وفي الحكمة قيل : لا تنظر الى من قال بل انظر الى ما قال ، الفاسدون يدافعون بقوة عن الفساد ويمنعون اي برنامج لمكافحة الفساد بالقوة والتهديد ، ويجندون الاقلام والعصابات لاسكات كل معترض .

من هم فاضحو الفساد ؟

اغلب الذين يكشفون ملفات الفساد من قائمة الاربعين بندا وغيرها هم اما نواب سابقون او وزراء سابقون او خبراء او كتاب ، ولديهم اطلاع واسع بهذا الموضوع الخطير ، ولكنهم ما أن يتكلم أحدهم في هذه القضية المصيرية حتى تشن عليه حملة تسقيط وكأنه من كبار اللصوص ، حتى ان بعضهم فقد اقرب اصدقاءه او تعرض لتهديدات خطيرة او محاولات اغتيال ، وهنا نقترح على السيد الكاظمي تشكيل لجنة من هؤلاء المتصدين الشجعان رجالا ونساء وبالتنسيق مع القضاء ومجلس مكافحة الفساد والنزاهة والقوات الأمنية للبدء بمكافحة الفساد بجدية ، لأن هذا الفساد المذهل اذا استمر فلن تكون هناك حكومة ولا أمن ولا عمل تنفيذي ولا انتخابات ولا لقمة عيش للناس .

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك