المقالات

‏ الشعب يريد حكومة عراقية وحدها لا شريك لها  

1652 2020-04-17

مهدي المولى

 

منذ تحرير العراق في 9-4- 2003  والعراقيون لم تحكمه حكومة عراقية واحدة بل كانت تحكمهم حكومات عديدة ومختلفة كل رئيس حزب رئيس كتلة شيخ عشيرة له حكومة خاصة به  لأن كل مجموعة كل فرد في الطبقة السياسية وجدت في هذه الحكومة الوسيلة الوحيدة التي تمنحه تمنحها المال والقوة ولكل حكومة من هذه الحكومات خطة تسير عليها وبرنامج تتحرك بموجبه وبما ان  اي من هذه الحكومات لا قدرة لها لتفرض نفسها على الجميع لهذا اتفقت على تقسيم ثروة العراق والعراقيين تقسيم الغنائم في ما بينهم ووفق الأكثر قوة ومع ذلك نرى هناك اختلافات وصراعات بين هذه الحكومات المختلفة  والسبب هو كل حكومة تريد الحصة الأكبر كما نرى في حالة تقسيم عصابة من اللصوص الغنائم التي سرقوها كل واحد يقول انا الأكثر تضحية الأكثر قوة ومع ذلك ان لصوص الطبقة السياسية أكثر ذكاء من اللصوص العادين لتحقيق مصالحهم الخاصة  ولحماية أنفسهم من الشعب المظلوم المسروق فقرروا تشكيل حكومة عراقية تشمل كل العراق شكلا بدون خطة بدون برنامج لا قدرة لها على فرض اي موقف على الحكومات الأخرى في حين نرى الحكومات الأخرى هي التي تفرض عليها وأصبحت مهمتها هي حماية هذه الحكومات  والدفاع عنها ووسيلة لحماية اللصوص والفاسدين لحماية هذه العناصر المجرمة وبما انهم لصوص ذكية او ما يسمون لصوص محسنة فلهم القدرة على تلوين أنفسهم وتغطية تصرفاتهم الفاسدة بأغطية الطائفية العنصرية العشائرية خدمة هذا الطرف او ذاك الطرف

لا يعني انا ضد الاختلاف في الرأي ووجهة النظر بل ارى ذلك دليل  على تطور وعي الشعب ودليل على أخلاصه وصدقه في بناء وطنه وتقدمه   وان يكون منطلق هذا الاختلاف في الرأي ووجهات النظر بناء العراق وسعادة العراقيين وحدة العراق ووحدة العراقيين  في نشر السلام والمحبة بين العراقيين وجعل العراق مركز أشعاع للحب والسلام في العالم ويخلق عراقي إنسان يفتخر بإنسانيته وعراقيته  محبا للحياة والإنسان

 ومن هذا يمكننا القول ان الحكومات التي تأسست في العراق منذ تحرير العراق والعراقيين وحتى تكليف السيد مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة المؤقتة  من قبل السيد رئيس الجمهورية برهم صالح كانت حكومات غير عراقية تضم عناصر من حكومات أخرى تمثل عصابات من اللصوص والفاسدين تحت تغطية طائفية عشائرية عنصرية مناطقية وأسماء شخصيات دينية وسياسية   لهذا لم يحصد العراقيون من هذه الحكومات الا الفساد وسرقة المال العام وسوء الخدمات وسيادة الفوضى وانعدام القانون في كل المجالات ومن القمة الى القاعدة

لهذا لم يبق أمام العراقيين الأحرار بكل أطيافهم وأعراقهم الى رفض هذا الواقع المزري اي رفض الحكومات  العديدة ورفض من شكلها ومن انتمى اليها وأقالتهم ومحاسبتهم وإعادة الأموال الى الشعب العراقي والدعوة الى تشكيل حكومة عراقية واحدة لا تشاركها اي حكومة مهما كانت  لا كردية ولا سنية ولا شيعية ولا تركمانية حكومة 

تشكيل حكومة عراقية واحدة لا تشاركها اي حكومة   مهما كانت بل يجب إلغائها والقضاء عليها مثل حكومة البرزاني وحكومة النجيفي وحكومة الحلبوسي والكربولي وحكومة الصدر وحكومة الحكيم وحكومة العامري  وحكومات شيوخ العشائر وتشكيل حكومة عراقية واحدة هي الحكومة العراقية في بغداد ملتزمة ومحترمة للدستور والمؤسسات الدستورية وبالقانون والمؤسسات القانونية   هدفها بناء العراق وسعادة العراقيين تضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة وهذا لا يمكن تحقيقه الا اذا كانت عناصر هذه الحكومة منطلقة من مصلحة العراق والعراقيين لا من مصلحة  هذه العناصر ولا من مصلحة الأغطية التي يتغطون بها مثل العشيرة المنطقة الطائفة القومي

   هل  المكلف بتشكيل الحكومة السيد مصطفى الكاظمي له القدرة على تشكيل حكومة عراقية تحكم كل العراق  وتفرض الدستور والقانون على الجميع ولا تسمح لاي جهة شخص مهما كانت ومهما كان ان يخترقه يتجاوز  يقفز عليه كما عليها ان ترفع شعار الحاكم هو القانون وليس هناك شخص فوق القانون

لا شك ان ذلك ليس سهل  أبدا بل يتطلب من رئيس الحكومة وكل أعضاء الحكومة المزمع تشكيلها ان يتخلوا عن مصالحهم ورغباتهم الخاصة  ويتوجهوا لمصالح الشعب ورغباته ويحصروا وقتهم كله في آلام وآمال الشعب رحم الله الزعيم عبد الكريم قاسم كان يقول اذا نمت ثلاث ساعات في اليوم أشعر بالتقصير بمهمتي بواجبي تجاه العراقيين

فهل لك القدرة على ذلك  تفضل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك