المقالات

من خلع أنياب النمر؟!


طيب العراقي

 

هل هناك تغيرات دراماتيكية عاجلة؟! نقول نعم بالتأكيد، إذ وكما نعلم ان حكومة المظلوم المستقيل السيد عبد المهدي، هي حكومة تصريف أعمال يومية، وليس بوسعها مباشرة الأعمال والواجبات ذات الطبيعة الإستراتيجية، ومع ذلك خف السفير الأمريكي اليها طالبا الحوار، فما الذي حدث وما الذي سيحدث؟!

في كواليس لقاء السيد عادل عبد المهدي بالسفير الامريكي ماثيوز؛ فبعد إجراءات المجاملة البروتوكولية، بادر السفير الامريكي بطلب تحديد الوقت، لبدء المفاوضات بدون شروط مسبقة، لكن المعطيات السابقة للقاء كانت تظلل أجواءه بظلالها، إذ أن بيان فصائل المقاومة كان واضحا، فبعد قرار مجلس النواب باخراج القوات الامريكية..اخرجوا من ارضنا...والا سترون اياما سوداء.

قبلها وزارة الخارجية العراقية استلمت رسالة من الخارجية الأمريكية تقترح اجراء مفاوضات مبنية على المفاهيم المطروحة في الإطار الاستراتيجي وإجراء مراجعة شاملة حول مستقبل العلاقات في المجالات الاقتصادية والثقافية والتبادل التجاري والأمنية ثنائيا وإقليميا..كل ذلك يحصل لأن النمر الأمريكي قد خُلعت أنيابه، وتهديدات الفصائل بضرب القواعد الأمريكية؛ لم تعد مجرد تهديدات، بل باتت واقعا يوميا معاشا..

على عجل لملمت القوة الغاشمة الأولى في العالم؛ أطراف ثوبها المتهريء في العراق، ورحلت بقوات نخبتها؛ من عدة قواعد عسكرية رئيسية، فقد تقهقرت قواتها المدججة بأكثر الأسلحة فتكا وقوة، أمام الضربات الأولى لغيارى العراق "أبناء أبيهم".

كانت الضربات الأولى لـ "أبناء ابيهم" لا تعدو تمرينا أوليا بسيطا، لكنها كانت آذان الفجر لصلاة العاشقين للشهادة، التواقين لأن يلحقوا بـ"أبيهم" الشهيد، الذي قضى مغدورا مع "خالهم" الضيف الغالي، بأكثر طرق الغدر الأمريكي خسة ونذالة.

منذ اللحظات الأولى لرد "أُولاد ابوهم" الأولي، أدرك الأمريكي الشرير، أن رقبته باتت في متناول أيادي أولاد الملحة، ولذلك لم يعد بوسعه الإنتظار الى أن تتشكل حكومة موالية له، تضمن إستمرار بقاء وجوده المهدد لأمن المنطقة إنطلاقا من أرض العراق، وأكتشف هذا الوقح الزنيم بفعل ضربات أولاد ابيهم، أن المعادلة قد تغيرت، وأن عليه البحث عن مخرج للرحيل،يحفظ به بعض ماء وجهه، الذي أهرقه أتباعه والعملاء والجراوي المبهورين بقوته الزائفة..

هؤلاء الأتباع تأكدوا أن امريكا نمر من ورق؟! فها هي أمريكا ؛ التي يعرفها المختصون وليس المخصيون، تستجدي الحوار مع العراق، بعد أن عرفت "الحديدة حارة" هنا  في بلاد "أبناء ابيهم الشايب" ولكم أن تتصوروا ان امريكا هذا  الجبار العاتي لم تنتظر؛ حتى نتيجة التصويت على ربيبها الزرفي رئيسا لوزراء العراق، لأنها عرفت أنه لن يمر.

هل هنالك تغيرات دراماتيكية أخرى ستحدث في العراق والمنطقة؟! نقول نعم إذ أن امريكا وعلى الرغم من أنها سيدة العالم إقتصاديا، وأنها تتوفر على مقومات وأسباب قوة لا يمتلكها غيرها، لكن ولأنها أعتنقت طريق الشر، وتنكبت عن طريق الخير والمحبة والسلام، ولأنها وظفت إمكاناتها الهائلة؛ للشر والشر فقط، فإن أمريكا  ما بعد  كورونا غير  أمريكا  ما قبل كورونا، وها هي تحفر قبورا جماعية بالآلاف لمواطنيها، في منظر يكشف زيف وتهريء بنيتها كأمة تدعي العظمة.

أمريكا ستتراجع ليس في العراق فحسب، بل في كل مكان دقت فيه وتدا؛ في العالم المنكوب بوجودها، لاسيما وان الصين سجلت انتصارات، إنسانية وصحية وسياسية على أمريكا عالمياً، وروسيا هي الاخرى سجلت مواقف مهمة.

ساسة الشيعة ؛ هيه أزمة حولوها إلى فرصه ، وهبه لحظةً إن فاتت ماتت ..!

كنا نردد دائماً " لعلّه خير" حتى جاءنا رجل من اهل الله وصححها لنا: " يقيناً كله خير"

شكرا

6ـ4ـ2010

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك