المقالات

كورونا وأطباء الفيس بوك

1538 2020-04-04

حسين فرحان

 

قضية إيجاد العلاج للفيروس أمر تخصصي لا تتوفر أدواته العلمية لدى معظم الناس ..

ما يسعنا فعله هو أن نتحلى بوعي صحي يجنبنا مخاطر الأصابة ..

قد نسمع من هنا أو هناك عبر مواقع التواصل أو بعض القنوات أصواتا تدعي اكتشافها لحلول طبية يتم تقديمها على شكل وصفات عشبية أو أغذية معينة أو ما شابه ذلك، لكنها في الواقع وصفات تستدعي التجربة قبل الترويج ولا أظن أن أحدا من هؤلاء قد جرب طريقته بشكل عملي على شخص مصاب بالفيروس - وهذا ليس استهانة بقدرات هؤلاء بقدر ماهو التزام بالبديهيات العقلية - التي تفرض على المتلقي العاقل أن يطرح مجموعة أسئلة :

١ - هل اختلط صاحب التجربة - دون خوف من العدوى - بشخص مصاب وأعطاه الترياق الغير مجرب وانتظر النتيجة ليعلن نجاح تجربته ؟

٢ - هل هنالك عاقل قد اكتشف أنه مصاب بالفيروس فترك اللجوء الى المستشفيات مع ما بها من معدات وأجهزة  وتوجه لصاحب وصفة  علاجية غير مجربة ؟

٣ - العلاج يكون ناجعا وناجحا حين تتم تجربته على مجموعة معتد بها من الأشخاص بحيث تراعى فيها الفئات العمرية والحالة الصحية لهم وكذلك التأثيرات الجانبية لهذه العقاقير وهي أمور نذكرها إجمالا وإلا فأهل التخصص أدرى بشعابها .. فهل توفرت مثل هذه الأمكانات لمن يعلن عن اكتشافه لعلاج ؟

أن ما يسع عامة الناس في مثل هذه الأمور الهامة وفي مثل هذا الشغل الشاغل هو انتظار ما ستؤول إليه نتائج مراكز الأبحاث الطبية وهذا من المسلمات وبمجرد ظهور مصل مضاد أو لقاح فأنك ستجد البشرية قد اتجهت نحوه وتعاطته باطمئنان شأنه شأن كل اللقاحات التي درأت عنها مخاطر الاوبئة منذ قرن من الزمن .

ولو توجهنا ببوصلة أفكارنا نحو اكتشاف وابتكار طرق جديدة للوقاية أو أدوات تسهل على الناس آليات المواجهة كان ذلك أكثر جدوى من البحث عن ( علاج ) تقتضي الضرورات أن تتوفر له إمكانات هائلة لا تمتلكها حتى بعض الدول فضلا عن الافراد .

أما أن يطل عليك شخص عبر الفيس بوك فيستهل خطابه بأغلظ الأيمان ثم يدلو بدلوه فيبدأ بسرد تركيبته العشبية التي ستريح البشرية من هذا الوباء فهذا يجعلك في مفترق طرق عليك أن تختار ببنهما  فأما أن تركن إلى طريق الأيمان بالتخصص الطبي القائم على أسس علمية راسخة وإما أن تتجه إلى الأيمان بوصفة ربما لا تنفع حتى في علاج سعال بسيط ..

لا مجال هنا للمجازفة بل لا مجال أيضا للاختيار فالمصاب بالوباء لن يجازف بتجربة وصفات طب الأعشاب في اللحظة التي يبدا كل عضو في جسده بالشعور بألم خاص به وحين تبدأ عند نوبات الاختناق وضيق التنفس .

الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي منحت الفرصة لكل شخص أن يتكلم بما تشتهي نفسه دون رقيب .. دون ضوابط .. دون دراية .. والمتلقي هو جمهور تتباين ثقافاته بين الوعي وبين الجهل .. وقضية كورونا وعلاج كورونا لا تحتمل اللجوء الى طبيب أعشاب مع احترامنا وتقديرنا للكثيرين من هؤلاء الذين ورثوا عن آبائهم وأجدادهم هذه المهنة وعرفوا أسرارها بل استندوا في الكثير منها إلى طب النبي والأئمة صلوات الله عليهم .. لكن مع مثل هذا الفيروس وهذه الجائحة فالأمر يحتاج إلى قدرات طبية عالية وإلى تجارب يراعى فيها عامل الزمن فالبشرية اليوم في سباق مع هذا الوباء الذي لم يمهل البعض من الناس  لحظة وداعه الأخيرة.

.................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك