المقالات

التكليف الأزمة!!

1623 2020-03-19

د.علي الطويل

 

 

لايخفى على احد من المتابعين للشان العراقي انه منذ بدا الحراك الشعبي الذي كان  عنوانه المطالبة بالخدمات والقضاء على الفساد واصلاح النظام السياسي والانتخابي ، وقد  كانت هذه العناوين هي البائنة في ظاهر الحراك الشعبي ، ولكن باطن الحركة ومفاعيلها كانت تخفي  اشياء كثيرة كشفت الاحداث اللاحقة عنها اذ ما ان تقدم الزمن بها حتى اتضحت الكثير  مقاصدها بشكل واضح وجلي وظهرت المحركات الدافعة لها وبشكل لايخفى حتى على الانسان البسيط ، وهنا لانريد التقليل من شان التظاهرات والاساءة الى المتظاهرين بقدر تسليط الضوء على ما تخفيه الجهات المعادية وما اعدته من مكر وخداع وبما تملكة من اعلام مسيطر في توجيه الراي العام  ، وكان مما رفع من شعارات وضمن المطالبة باصلاح النظام السياسي هو عدم ترشيح شخصية جدلية والتاكيد على ان لاتكون فاسدة وتمتلك جنسية ثانية غير الجنسية العراقية .

والمتابع لتصريحات رئيس الجمهورية وسلوكياته يجدها تصب في ذات الاتجاه الذي رفعه المتظاهرين ابتدأء  ،  لابل تبناه من خلال لقائه بالمتظاهرين ومن خلال رسائله للكتل السياسية وادعى انه لايستطيع مخالفة المطالب الشعبية والمرجعية ، وابرزها ان يكون رئيس الوزراء غير جدلي : مطلب المرجعية : وان لايملك جنسية غير الجنسية العراقية : مطلب المتظاهرين : .وكما ان هذه المعلومة واضحة كذلك فان نوايا السبد رئيس الجمهورية لم تعد خافية على احد ، واذا انطلت على كثير من الناس في بداية الحراك الشعبي فانها لم تنطلي  على احد منذ بدا الحراك السياسي لاختيار رئيس وزراء بديلا عن السيد عادل عبد المهدي وظهور جدلية من سيشكل الحكومة ، اذ استثمرها برهم صالح لتظهر نواياه بشكل غير  خفي   ، فالاجندة الامريكية التي فشلت في تحقيقها من خلال حرف المظاهرات وفشل الانقلاب العسكري ، قد حققها برهم صالح من خلال استغلال منصبه وخرقه للدستور وهو ما يعرف بانه حامي لهذا الدستور .

فاصرار رئيس الجمهورية على شخصيات ذات توجهات امريكية لايفسر الا انه خاضع وسائر في المشروع الامريكي لتدمير العراق وتمرير المخطط العدواني الذي يريد التلاعب بالشان العراقي ، ويعتبر  ذلك خيانة كبرى لتطلعات الجماهير العراقية ، وخيانة للوطن وحنثا باليمين الذي ادها الرئيس اثناء تكليفه ، ان تكليف الزرفي لرئاسة الجمهورية يعد ازمة حقيقية ادخلها الرئيس برهم صالح بعد تجاوزه للدستور وللاعراف السياسية المتبعة منذ سقوط النظام والى الان ، بل هي تعتبر الخطوة الاولى لقلب المعادلة التي اسس عليها النظام الجديد في حكم الاغلبية ، ولاجل اعادة الكرة لحكم الاقلية التي عانى منها العراق لعقود طويلة وما جنى من جرائها الا الويلات .وسلام قبل الكلام ، ان على كتل الاغلبية السكانية ان تعي مايدور حولها وان تتجاوز القوالب التقليدية والنوايا الساذجة التي عفى عليها الزمن وان تفكر بطريقة حضارية خالية من العواطف والمجاملات ، والا البعض انكم سوف تاكلون بيوم ياكل الثور الابيض . والسلام

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك