المقالات

بعد تحرير العراق هل ربحت المرأة أم خسرت

1568 2020-03-09

 

مهدي المولى

هناك سؤال  يجب طرحه  على  أنفسنا ويجب الإجابة عليه بموضوعية وعقلانية  هل تحرير العراق في 9-4 -2003 في صالح المرأة    أنا من وجهت نظري الخاصة انه في صالح المرأة حيث هيأ الظروف الملائمة  لتحرك المرأة  وتحقيق آمالها وأحلامها والقضاء على معاناتها وآلامها   لا شك أن الأمر ليس سهل فهناك عراقيل وعثرات وهذا  يتطلب من المرأة التي تتقدم مسيرة المرأة ان  تكون متسلحة بالحكمة والشجاعة     والقدرة على المواجهة والتحدي  بوعي مدرك لكل  النتائج  وفق خطة موضوعة مسبقا  منطلقة من واقع المجتمع الايجابي من قيمه   الإنسانية الثابتة لا تتضارب معها  بل تنطلق منها من ايجابياتها 

 لا شك ان العراق بشكل عام اقرب  الى الديمقراطية والتعددية الفكرية   هناك دستور ومؤسسات دستورية وهناك انتخابات  ومن حق كل  عراقي سواء كان رجل او  امرأة ان يرشح لاي منصب   ويختار المرشح الذي يراه     لتشكيل أعضاء البرلمان الذي يختار الحكومة ومن حقه يحاسبها اذا قصرت ويقيلها اذا عجزت عن انجاز مهمتها

كما لكل محافظة حكومة مختارة من قبل  أبنائها تدير شؤونها  الإدارية بل لكل حي  مجلس بلدي مختار من قبل   أبناء الحي يدير شؤونه  الإدارية  لا شك  أنها  حالة فريدة لا ينالها الا ذو حظ عظيم  لكن المشكلة نحن دون مستواها   وغير مهيئين  لاستخدامها   وفي هذه الحالة تكون نتائجها غير صحيحة   بل أكثر سوءا في بعض الأحيان من حكم الطاغية وزمرته  وهذا يتوقف  بالدرجة الاولى على الجهات على القوى الديمقراطية على الشخصيات الديمقراطية الحرة

ان تتوحد وتضع خطة  واحدة تستهدف رفع مستوى الشعب والتحرك بموجبها لرفع مستوى الشعب ليكون مهيأ للمرحلة الديمقراطية  ومؤسساتها  بعد التخلي عن قيم العبودية  وحكم الفرد الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد واذا قال صدام قال العراق

المؤسف ان المرأة العراقية لم تأخذ زمام المبادرة وتتقدم المسيرة    مطالبة بحقوقها وتضح الحلول المناسبة لمعاناتها  وإزالة ما يواجه مسيرتها من عراقيل وموانع   وفي نفس الوقت تطلب من يؤيدها ويساندها ان يقف ورائها  ولا تسمح له  السير  أمامها  ولا يسمح له بالتكلم بالنيابة عنها  بل عليه ان يردد ما تقوله

لا أنكر  ان العراقي بعد تحريره  تمتع  ببعض الحرية و أصبح قادر على التعبير عن وجهة نظره عن معاناته عن طموحاته عما يريد وعما لا يريد     حسب مستوى وعيه وفهمه ومعاناته وطموحاته   وهذه الحالة أحدثت تضارب وتصارع  في ما يطرح من وجهات نظر  ورغبات مما أدى الى حالة الفوضى التي نعيشها وبالتالي  أدى الى التخلي عن الدستور والمؤسسات الدستورية والعودة الى الأحكام والأعراف العشائرية  مما اضعف  وشل حركة المرأة وأصبحت جزء من الوضع السياسي من الأحزاب السياسية و أصبح وجودها مجرد ديكور يجمل وجه تلك الأحزاب ليس إلآ

لهذا على المرأة العراقية الحرة الواعية التي تريد  تغيير حال المرأة تخلق لها تيار جبهة  مستقلة عن كل حزب  ومن يؤيدها ان يكون خلفها لا أمامها  وتكون مهمتها  الرئيسية هي دعم وترسيخ الديمقراطية    كما يجب عليها ان تنطلق من واقع المجتمع ومن قيمه الثابتة اي لا يجوز التعارض التصادم معها

المعروف جيدا  ان المشكلة  التي تواجه  المرأة العراقية هي العلم والعمل لهذا على المنظمات  الخاصة بالمرأة ان تتوجه أولا  لتعليم المراة وعمل المرأة لأن  العلم والعمل هما  اللذان يمنحان للإنسان إنسانيته وخاصة بالنسبة للمراة

كما ان تعلم المرأة وعملها يزيل 90 بالمائة من السلبيات والعادات والتقاليد والأعراف البالية المتوارثة  التي تنال من  إنسانية المرأة وهذا لا يحدث بتوزيع المنشورات  والعبارات المزوقة والكلمات المنمقة بل يتطلب من المنظمات النسائية ان تنزل الى المرأة الى مستواها وتعيش   أفراحها وأحزانها وكل مناسباتها  الإجتماعية  والدينية وحتى الشخصية   وتنطلق في رفع مستواها  من قيمها الايجابية خاصة في التعليم والعمل

 لكن مع شديد الأسف  ان المرأة وخاصة التي تدعي انها تمثل المرأة وتدافع عن حقوقها لم تكن بمستوى المرحلة فالكثير منها  أصبحت  في خدمة الطبقة السياسية وتخلت عن المرأة ومعاناتها وقسم قليل منهن  خرجن على قيم المجتمع بكامله ورفضن كل ثوابت المجتمع وكانت هذه المجموعة السبب الذي منع اي تمدد   لحركة المرأة  واتساعها وتطورها بل أدت الى ضعف الحركة المدنية العلمانية في العراق فكانت اكثر رفضا للأخر من داعش الوهابية

حتى أصبحت علامة المدني العلماني هو  السخرية  من المتدين والمتدينين و السخرية بعقائدهم والدعوة العلنية الى القضاء على كل من يؤمن بدين بعقيدة

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك