المقالات

لماذا قتلوا السيد محمد باقر الحكيم؟!

4502 2020-02-22

احمد لعيبي

 

مع سقوط صنم العوجة وجرذ حفرتها كان هناك فسحة من الامل لعراق جديد يتنفس هواءآ نقيآ بعد عقود من سنوات البعث الملوثة بالدم وما ان اشرقت الشمس على نهار العراق بعد ليل طويل حتى انتشرت عشرات الكتب المتناقلة سرا بين التنظيمات البعثية ومنها تقارير تحدثت عن اغتيال شخصيات وتفجير سيارات وعبوات واستباحة مدن والغرض الاساس كان جر العراق الى فوضى عارمة واقتتال داخلي ولعل هذا ما حذر منه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله الذي كان يعي ما يدور خلف الغرف المظلمة والحفر المتوارية عن الانظار وتصدى لذلك من خلال بيناته وخطب الجمعة في حرم امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولقد كان الحكيم في منتهى الحكمة والوعي عندما كان يتعامل مع الامور وفق نظرية الرقيب

فكانت بعض الامور تساير حركته وكان بعضها يحدث بخط مواز لما يقوله ولعل ابرز ما يمكن رصده في هذا الصدد

١..الوحدة بين مكونات الشعب العراقي والانتباه لمخططات الاعداء ويبدو انه كان يستشعر خطر الحرب الطائفية..

٢..الالتفاف حول المرجعية الدينية وطاعة المرجعيات الدينية وهي رسالة واضحه على ادراكه لما يحاك ضد الحوزة والداخل الشيعي على وجه الخصوص..

٣..تأكيد الحكيم على الحكمة الالهية في طرد البعث وهو اشارة الى تحديد مصيرهم خارج الى عمل حزب او غيره لعلمه المسبق بتخريبهم للدولة العراقية الحديثة..

٤..دعوة الحكيم الجماهير لليقظة والحذر من مؤامرات الاعداء وتحرك الجماهير بخط مباشر مع ما يقوله جعل منه شخصية خطرة على مستقبل العراق الذي تريده امريكا ..

٥..كان الحكيم يمثل مشروع دولة وجسر لعبور مرحلة وصمام امان لأيام قادمة هي أصعب من ايام المنفى..

٦..كان الحكيم يتمتع بعلاقات قوية مع الجميع بحيث اصبحت النجف قبلة الساسة في فترة تواجده وجعل الحكيم محور اساس لكل تحرك سياسي..

٧..كان الحكيم يمثل عقبة بوجه المشروع الامريكي والبعثي لقدرة الرجل على احتواء اي ازمة قد يفتعلها الاخرون لحرف مسار عملية التغيير عن بوصلتها ..

٨..افراغ الساحة من رجل دين يمتلك رمزية عائلية وسياسية  ومعارضة يستطع باي لحظ ان يضع النقاط على الحروف..

لقد كانت عملية اغتيال الحكيم مدبرة في وقتها وزمانها وطريقتها التي اخفت كل معالم الجريمة وكانت في نفس الوقت رسالة تحذير لكل شخصية مثل الحكيم تمتلك الحنكة والمركزية والمماطلة والرفض لذلك تلت عملية استهداف الحكيم العشرات من العمليات الارهابية والتي طالت شخصيات كبيرة مثل عزالدين سليم وعقيلة الهاشمي وعبدالمجيد الخوئي وغيرهم العشرات ..

في ذكرى رحيل الحكيم اعتقد ان تغييب الرجل عن المشهد السياسي كان متعمدا واشتركت فيه اطراف داخلية وخارجية ولو كان موجودا اليوم لتغيرت الكثير من الامور في سياسية المجلس الاعلى الذي تقطعت اوصاله تقطع جسد الشهيد الحكيم ولكان وضع البلد السياسي يختلف عما هو عليه الان..

رحم الله السيد الحكيم واسكنه فسيح جناته والهم كل محبيه الصبر والسلوان

وانا لله وانا اليه راجعون

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك