المقالات

نفس الطاسة .... ونفس الحب

2168 2020-02-15

يوسف الراشد

 

 

 المظاهرات التي خرجت تطالب بالاصلاح قبل اكثر من اربعة اشهر او ( ثورة تشرين ) كما يسميها البعض  والتي اسقطت حكومة عادل عبد المهدي التي لم تكمل سنة من تشكيلها ولم تسقط هذه المظاهرات رئاسة الجمهورية او رئاسة البرلمان او المنظومة السياسية برمتها  من احزاب وكتل ومنظمات وتيارات بمختلف الاسماء والمسميات التي تحكم وتتصرف بمقدرات البلد منذ 2003 ولحد هذا اليوم وكل الشعب بمختلف انتمائاته ومكوناته ومعتقداته وطبقاته وهو يطالب بتغيير هذه الوجوه.

 وهذه المنظومة التي لم تنجح بادارة البلد وقيادة البلد وان المجرب لايجرب وقد اشار ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة يوم امس أن المصالح الشخصية والضيقة سمة من تحمل المسؤولية وبيده السلطة في العراق وهي من الصفات الذميمة التي انتشرت مؤخرا والكذب والنفاق وتسقيط الاخرين ولابد من إيجاد العناصر الصالحة التي تستطيع مستقبلا النهوض بالبلد وأن تأخذ العملية السياسية مسارها الصحيح وان نحد ونستوعب التداعيات الخطيرة التي نتجت جراء هذا الفشل وهذا يحتاج الى عمل كبير وبأعداد تكفي من المواطنين الصالحين في المواقع المهمة لهذه المسؤوليات المستقبلية.

  وان تطور المجتمعات والامم والرقي والازدهار مع ان بعضها لا تدين بدين سماوي ولو دققنا لوجدنا انها تهتم وتعتني بالقيم والاخلاق وتحولها الى ممارسات يومية ومنها نشر العدالة الاجتماعية واحترام القانون والنظام والصدق والامانة واحترام المواثيق وهذا هو سر نجاحها وتقدمها.

 ولكن لازالت هذه الاحزاب الحاكمة لم تكتنف بمطالب الشعب الثائر والذي خرج منذ اربعة اشهر بهذه المظاهرات ولاتعيرله اهمية ومتمسكة بالسلطة والحكم ولا تريد ان تغادر كراسي الحكم وان اي حكومة تتشكل فانها تضع العصى عثر حجر في العجلة وتطالب باستحقاقها وبحصة المكون الذي تنتمي اليه.

 وكما يحدث الان مع هذه الحكومة الجديدة حكومة محمد علاوي  فان تحالف القوى العراقية بزعامة محمد الحلبوسي والاحزاب الكردية الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامل مسعود البرزاني قد اوصلت رسائل الى رئيس الوزراء المكلف علاوي بانها لازالت متمسكة بالمحاصصة ولاتتنازل عن حصة المكون الذي تنتمي اليه اي المكون السني او المكون الكردي.

  وعلى الاخير ان لايتفرد في اختيار كابينته الوزارية ويعرضها على البرلمان دون الجلوس والتشاور معهم واعطائهم هذا الاستحقاق والا فانه سوف لايحضى بمنحه الثقة  ويجب ان يجلس مع القوى السياسية ويعرض برنامجه الحكومي وكذلك الشخصيات المرشحة للحقائب الوزارية والتوافق معها وان عدم جلوسه مع الكتل وذهابه إلى البرلمان بشكل مباشر قد يمنع منحه الثقة وسيدفعهم لعدم التصويت له والمشاركة الحقيقية في هذه الحكومة ومن المقرر ان يعلن علاوي حكومته يوم غد الاحد بعد ان اكمل كابينته الوزارية ويطلب من البرلمان عقد جلسة طارئة لغرض التصويت عليها وهو قادر على تمرير هذه الكابينة بالاغلبية في حالة حضور الكتل الشيعية.

 ولكنه لايفضل هذا الخيار لتبعياته الخطيرة على الوضع السياسي الراهن ويامل من القوى السنية والكردي ان تتخلى عن بعض استحقاقاتها من اجل تشكيل حكومة قوية تلبي طموحات الشارع العراقي .... ولكن كل الوقائع والحقائق على الارض تقول بان الاكراد والسنة لن ولم يتنازلوا عن مطالبهم وانهم سيهددوا رئيس الحكومة باثارة الفوضى والعنف وتاجيج الشارع وسنعون لنفس الطاسة ونفس الحب والله يكون في عون هذا الشعب المظلوم .

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك