المقالات

فن صناعة الأزمة

1759 2020-02-12

حافظ آل بشارة

 

هذا الملف بحاجة الى كثير من البحث ، كأننا ننظر الى اللوحة نفسها من زاوية أخرى ، كثير من لوحات الرسم الخالدة نعجب بها وربما لا نعرف من يقف وراءها ، الأزمة العراقية الحالية هي واحدة من تلك اللوحات الذكية النادرة ، انظروا الى التداخل والشبهات وشبكة الانفاق المظلمة والمفردات المتنافرة :

- طبقة سياسية اغلبيتها فاسدة وفاشلة ، من الذي اوصلها الى السلطة ؟

- بلد مقسم الى ٣ مكونات غير متعاونة من الذي قسمه بهذا الشكل ؟

- ١٧ سنة من الفساد والفشل والفوضى ، من الذي شجع على مضي السنين بلا حل ؟

- تظاهرات احتجاجية متأخرة ومفاجئة تطالب بالاصلاح ، من يقف وراء توقيتها ؟

- جريمة قتل المتظاهرين ، من المسؤول عنها؟

- القوى المتعددة والمتناقضة التي تستخدم التظاهرات هي أداة تنفيذ الحرب الاهلية الشيعية هل فشلت حقا ؟

- رئيس الوزراء المكلف أمامه خياران احلاهما مر ، اذا اختار وزراء مستقلين سترفض الاحزاب تمريرهم في البرلمان ، واذا اختارهم من الاحزاب فسوف ترفضه ساحات التظاهر والمرجعية والناس اجمعين ، ماذا سيفعل ؟

- اذا انقضت 30 يوما ولم يشكل علاوي حكومته سقط تكليفه دستوريا ويجب تكليف غيره ، من هو ؟ وما الفائدة منه اذا كان سيواجه الخيارات نفسها .

- سؤال متأخر : حكومة علاوي تشبه حكومة عادل عبد المهدي ومكلفة بالواجبات نفسها فلماذا اقيلت حكومة عبد المهدي ؟

هذه هي لوحة الأزمة العراقية بتفاصيلها وهي اكثر تعقيدا من لوحة (العشاء الاخير) لدافنشي ، انها لعبة تصميم أزمة يجب ان تنتهي الى حل معد لها مسبقا ، مثل رسم اللوحات المشفرة ، هناك شيطان يختفي خلف الستار يتلهف لسماع الجملة الأخيرة القائلة : (هيا قسموا العراق واريحونا) ، في هذه الأزمة الخاسر الاكبر هو الشعب ، وسيكون الخاسر الاكبر في خاتمتها الشعب ايضا الا اذا قرر هذا الشعب انقاذ نفسه بعمل نوعي محفوظ من السرقة ، أي عندما يقرر ان يكون هو اللاعب وليس اداة في اللعبة .

 

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك