المقالات

 اغلبيه ثائرة مجاهدة صامتة

2023 2020-01-25

سجاد العسكري

 

  ان للصمت فضائل ومعاني عديدة لايفقهها الا العارفين ,فيأخذنا الى حالة من التأمل الذاتي تبعث في نفوس الصامتين السكون وامساك اللسان ,وامساك اليد ايضا وجميع الجوارح التي تقف مستسلمة للصمت ,كأنه سلطان فرض سطوته عليها ليؤثر بايجابية على الدماغ والاعصاب ليعطي غزارة في التركيز والتفكير , وقد يوصف بأنه اصعب من علم الكلام ,وفن لايتقنه الا اصحاب العقل الراجح , والحكمة البالغة, كما وانهم قالوا في الصمت  (أن الحكمة عشرة أجزاء تسع منها بالصَّمْت والعاشر في عزلة الناس).

    ومن فوائد الصمت :

•  انه يحمي من اللغط والكلام المبتذل.

•  يحقق الهدوء والاستقرار النفسي.

•  يطهر النفس من الافكار السلبية.

•  يعلمنا الانصات والاستماع والتروي...

   وكل هذا يجعلنا نتعمق في التفكير ويهبنا الحكمة , نعم فالصمت يهب الحكمة والتعقل في مايرد علينا من مشكلات وقضايا قد نعاتب او نلام على أشياء تكلمنا بها دون تفكير , او نظر , كما يكون نفس الحال حينما نصمت وقت الفتن ونتروى رغم الاصوات التي تطالب اتخاذ موقف كرد فعل على فعل يوصف بالسيء او القبيح او موقف وكلام حق يراد به باطل ,فهنا يبرز دور الصمت القاتل لمن يريد ردة فعل غير محسوبة بعيدا عن التعقل والحكمة قد تجر خلفها ويلات واهات تبقى مساؤها لفترة من الزمن تجر معها حسرات الندم.

    فمنذ خروج المظاهرات في اكتوبر الماضي خرجت بشكل او اخر في ساحة التحرير والمحافظات المشمولة بالقصاص مخلوطة بالمطالب الحق المشروعة لأبنائها , والكل صرح بمشروعية المطالب ولا يختلف فيها اثنان , لكن المطالب تتحقق بسلميتها ومرابطة وصبر مستحقيها .

فالمظاهرات اخذت بعدا اخر وتدخلت اطراف اخرى للتصعيد وحرف مسارها الاصلاحي فتبدلت السلمية الى عنف وحرق واعتداء ثم تصعيد ,مع استهداف واضح لأضعاف الدور الامني للقوات الامنية العراقية عبر مجموعة اجراءات ليس بصدد الخوض بها , ومن يقوم بهذا التصعيد واضح انه يهدف الى تصعيد العنف عبر خطط مدروسة لجهات خارجية لا يخدمها الوضع الحالي او سن قوانين معينة , او استقالة مسؤولين وتغيير وزراء طبعا لا فالقضية اكبر من ذلك .

     فكثر الكلام واللغط بين هذا وذاك وذالك , لكن الصمت اصدق من الجميع , فلو اجرينا عملية حسابية بسيطة وسألنا سؤال منطقي تقبل به العقلاء وهو كم نسبة الخارجين لتائجيج العنف خارج ساحة التظاهرات عموما ؟وكم المتواجدين في ساحة المظاهرات الملتزمين بسلمية احتجاجاتهم؟ من خلال الاجابة عن السؤالين سوف نستقرء عموم الاحداث ومنها العنف الغير مبرر على المدارس والجامعات والدوائر التي تقدم خدمة لعموم المواطنين,وما نسبة هؤلاء من عموم العراقيين؟!

   لكن بقى سؤال ثالث مثير قد يدور في اذهان الكثير , وهو كم نسبة  العراقيون الذين لم يخرجوا للتظاهرات ؟! نعم ماهي نسبتهم من عموم النسبتين في السؤال الاول والثاني ؟ اعتقد في يوم الجمعة الموافق 24/1/2020 هي من تجيب عن جميع الاسئلة المطروحة , ومن هوالمطالب الشرعي لحقوق العراق والعراقيين, وهي من كشفت اقنعة الزيف والتخريب والعمالة الخارجية , هنا علينا ان نميز صفوفنا كما قالت لنا المرجعية مع الاحتفاظ بالسلمية , وطرد الغرباء الذين عثوا فسادا مع جملة من السياسين الفاسدين الذين هم شريك اساسي في ظاهرة الفساد المستشري وقد تساقطت الاقنعة كما تساقطة الرجولة , وشعارات المرجفين والسفهاء ,وامتاز الاكرمون وصناع النصر في شعاراتهم .

   فاليوم خرجت الأغلبية المنضبطة المجاهدة الثائرة الصامتة خلال كل ماجرى من احداث في هذه الفترة العصيبة ,صامتون يترقبون يسمعون ويفكرون ويتروون وينظرون الى الاحداث مستعدين مع قياداتهم للقول الحق والفصل بين معسكر الاصلاح  والفساد , ليقصموا ظهر كبيرهم الذي علمهم السحر !هاهم يهتفون بحناجر صادحة بخروج الغرباء , فاين انتم من هذا؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك