المقالات

من قصص #حشدامش / ثلاث شقيقات وأب شهيد...!

2095 2019-12-21

احمد لعيبي

 

كان موفق معلم يعلم الصغار حب الوطن والدفاع عنه ويخط بيده على جدران المدرسة عبارات تؤكد على حب الارض فهو ابن لأب وضعوا جسده في حوض تيزاب في فترة البعث المجرم وامه دفنت حية تحت التراب اثناء البحث عن والده في احد معسكرات المعتقلين..

من رحم المعاناة شق موفق طريقه في مدينة جميلة وانيقة اسمها (آمرلي)..ليتخرج من كلية التربية ويتزوج ويصبح ابا لثلاث بنات في عمر الورد..

كانت داره مفتوحة للغريب والقريب الذي له حاجة فهي في طرف آمرلي فالداخل والخارج من المدينة يرى تلك الدار ويقصدها ..

خيم الظلام على آمرلي بليل داعش الدامي الذي اطفأ انوار المدينة وحجب شمسها واطال ليلها الدامس الدامي ..

ترك موفق دفاتر التدريس والطباشير وامسك قاذفته وتركت اثنين من بناته الدراسة بينما عادت الثالثة من كلية الصيدلة لتحمل السلاح مع والدها قبل ان يطبق الحصار التام على المدينة..

كان يبات موفق مع بناته الثلاث في موضع حفروه حول المدينة وكانت ابنته الكبرى تحمل بيدها بندقية الى جانبه بينما الاخريات يعبأن العتاد ويعددن بعض الطعام الذي بدأ ينفد يوما بعد يوم..

في الليل حكت الكبرى لوالدها سرآ وقالت له ان لها زميل في الكلية يشبهه كثيرا ويريد ان يراه ويخطبها منه وان والدته جاءت الى الكلية ورأتها وقالت انهم سيأتون بعد ان يفتح الطريق الى آمرلي او ان يخطبوني منك في بغداد وانا رفضت ..

قلت لهم من (آمرلي )تكون خطوبتي ومن( آمرلي) يكون زفافي ..!!

دمعت عيون والدها وقال لها ..ان بقيت حيآ وفك الحصار عن آمرلي سيكون ان شاء الله ما تريدين يا قرة عين ابيك..

علا صوت الرصاص والقذائف وتحول الليل الى نهار في آمرلي وكان هناك صراخ ان الدواعش اقتربوا وتسللوا في بعض البيوت ..

في هذه اللحظة شعرت البنت الكبرى بشعور غريب فقالت لوالدها..كنت اخشى ان اموت بمرض امي ولكني اعتقد اني ساموت بشئ اخر..!!

رفعت رأسها لتنظر الى السماء وهي تقول (ان كنت قد كتبت لي الشهادة فأكتبها لي يارب قبل ان يدنس الاوباش مدينتي ..أسالك بزينب ان لا تجعل هؤلاء الاوباش يدنسون ظفائري ويحرقون قلب والد )..

كانت الرصاصة مسرعة جدآ وهي تحتضن قلب تلك الفتاة التي لفظت انفاسها في حظن والدها وهي تقول له (شكرا لله..وشكرا لزينب..وشكرا لك لانك علمتني ان الظفائر اهم من المناحر..يا والدي في حقيبتي قرآن صغير ادفنه معي ..وضع في قبري قليلا من تراب آمرلي)..

أستشهدت تلك الشابة على ارض آمرلي ودفنت بعد ايام في ارض النجف عندما فك رجال الله الحصار عنها وكان والدها بساق واحده يومها اذ فقد احد ساقيه في المعارك..وكانت اخواتها تقفان عند قبرها وتقرآن آية من القرآن تقول (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )..

آمرلي لم تكن مجرد مدينة بل كانت بوابة نصر وفخر لكل حر وحرة في هذا الوطن ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك