المقالات

كيف يتم الإصلاح ( لا حياة بدون قانون قوي وقضاء عادل)

2146 2019-11-14

الضابط الوحيد لكل الحكومات والأنظمة في العالم هو وجود الرقيب المستقل العادل الذي يملك الصلاحيات في المحاسبة والعقاب ، وإلا فتصبح الدول والحكومات عبارة عن عصابات مافيا تدير الصفقات من خلا دوائر الحكومة ومؤسساتها ، وهذا ما تعاني منه أغلب الدول العربية والكثير من دول العالم الثالث ، لأن الذي يختلف في الدول الديمقراطية المتقدمة هو وجود القانون والرقيب المستقل العادل نوعا ما الذي يحاسب المسؤول الفاسد والمواطن الفاسد سواء ، فلهذا نلاحظ تلك الدول تطورت وجلبت لشعوبها بعض السعادة مع توفر الأمان والخدمات بوجود القانون القوي المطبق على الجميع بشكل متساوي نوعا ما مع وجود القضاء العادل ، بدون هذا الشرط لا يمكن لأي حكومة أن تقوم بمهامها أو وظيفتها أو واجبها وهو تقديم الخدمات والأمن بالإضافة الى العلاقات الخارجية التي تصب في مصلحة الشعب . فطبيعة الإنسان كانسان مملوء غرائز تدفعه الى عمل القبائح من أجل إشباع تلك الغرائز ولكن الضابط لهذه الغرائز الرقيب والمحاسب ، الذي يقف أمام افعالها القبيحة ويردعها بالقانون القوي ويأخذ منها الحقوق ويجبرها على القيام بالواجبات ، فمشكلة تفشي الفساد في العراق ليس بنوع النظام(إن كان رئاسة حكومة أم رئاسة) ولا بنوع الأحزاب ( دينية والقومية والأممية) ، لان أرقى الأنظمة في العالم والمحكومة من هذه الأحزاب هي الأنظمة المشابهة للنظام في العراق بما يحتوي من برلمان ورئاسة حكومة ومجالس محافظات فما تجارب بريطانيا وأغلب الدول الأوربية وكندا وأستراليا إلا أبسط مثال على ذلك ولكن الفارق الوحيد والأكبر والأخطر ما بين هذه التجارب والتجربة في العراق هو وجود القانون القوي المطبق على الجميع بالتساوي مع وجود القضاء العادل المشرف على تطبيقه في المجتمع ، فأي تغير يحدث في العراق من خلال تغير حكومة أو قيادة سياسية او تغير في الدستور أو إلغاء بعض مقومات النظام كمجالس المحافظات أو تغير نوع النظام الحاكم فهذا جميعه هباء في شبك لا يجدي نفعاً مع عدم وجود الرقيب والمحاسب لعادل ، كالطبيب الذي لم يشخص المرض فمهما يعطي من أدوية فأنها لاتجدي نفعا بل جائز أن تكون مضرة نتيجة الأضرار الجانبية ولكن عندما يشخص العلة فدواء واحد ينتج منه الشفاء والصحة الجيدة ومن ثم السعادة والتمتع بما وهب الله لنا من نِعَم ، لهذا فالقيام بالمظاهرات أو العصيان المدني وطرح شعارات الاصلاح والعبارات الثورية الجميلة مع عدم طرح تطبيق القانون بشكل حازم وقوي مع توفر القضاء العادل فأنها مجرد لعب على الذقون والهرولة في مكان واحد كمن يسير في الصحراء وليس عنده خبرة في طرقها فانه مهما يسير فأنه سيعود الى نفس مكانه مع بذل الجهد والتعب والموارد والمثل العربي القائل ( فإن المُنبّتَ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ) ، فمشكلة العراق الحقيقية هي عدم وجود القانون القوي الذي يطبق على الجميع بالتساوي مع إشراف القضاء العادل المستقل الذي يحاسب الموظف الفاسد الذي لا يقوم بواجبه مهما علا في الحكومة أو المواطن العادي ، وبوجود هذا الشرط سيعم الخير على جميع ابناء الشعب العراقي ويتوفر الأمن والخدمات ويصبح هذا الشعب اسعد شعوب العالم بما يملك من مميزات يمتاز بها على شعوب المعمورة ، فلنهتف لا حياة بدون قانون قوي وقضاء عادل .

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك