المقالات

كيف يتم الإصلاح ( أزمة حكومة أم أزمة مجتمع)

2251 2019-11-14

الظروف الخطيرة التي يمر بها الشعب العراقي هل هي نتيجة فساد الحكومة والقيادات السياسية ام هي نتاج فساد مجتمع كامل ،لأن فساد الحكومة والقيادات السياسية يمكن إصلاحه من خلال تغيرهم أو عزلهم أو تنحيتهم إن كان بالقوة أو من خلال صناديق الانتخابات وجلب نخبة جديدة صالحة تدير شؤون البلد بالشكل الأفضل ،

ولكن سؤال يجب أن يطرحه كل عراقي على نفسه أي فئة أو طبقة في المجتمع لم يغلفها عنوان الفساد ، الأطباء ألم يصبحوا تجاراً فاسدين يلعبون بأرواح الناس وقصصهم اصبحت من الشهرة فأنها تجري على كل لسان ، فمنهم من يعطل أجهزة المستشفيات الحكومية الحديثة من أجل الذهاب الى عيادته لأنه يملك جهاز مشابه في عيادته ، واغلبهم يتفق مع الصيدلي القريب منه فلا تصرف وصفة الدواء إلا من هذه الصيدلية ، وبعضهم يدفع المريض الى إجراء تحاليل ليس لها علاقة بمرضه فقط من أجل إجبار المريض على تفريغ جيبه بما يملك من النقود ،

هذه بعض العناوين وكل فرد في المجتمع عنده قصة تجعلك جامد من هول الصدمة مما أجبر أغلب أبناء المجتمع الى السفر من أجل العلاج (طبعا حديثنا عن الأغلبية مع وجود الشواذ من الطيبين والصادقين في عملهم من الأطباء) ، المحامون ألم تشتهر هذه الطبقة بأخذ الرشاوى من أجل تزوير الحقائق وقلب الوقائع وجل المجرم مفترى عليه والضحية هو المفتري ، ألا يمتلك كل فرد في الشعب العراقي قصة تزوير تجعلك تفتح فمك من شدة التعجب والشيطنة ،

فكم من مظلوم سرقة منه أملاكه من خلال تزوير السجلات والسندات وكم من مظلوم طعن في شرفه من أجل الضغط عليه في تغير الحقائق وغيرها حتى أصبح لكل قضية لها متخصص من المحامين يلعب بمحتواها مقابل مبلغ معين حتى أصبح بعض المحامين يلقبون بهذا المبلغ لشهرته كفلان شدة وغيرها ، حتى صبح المحامي رمز الفساد في المجتمع ( مع جل احترامنا للشرفاء منهم وهم القلة القليلة) ، وأما أسواق الخضرة والفواكه فأنها تجذبك لجمال عرضها وتنوع المواد فيها ، فعندما تراها تصبح أسير اقتنائها وبعد الشراء والذهاب الى البيت تلاحظ الذي في الكيس يختلف كليا عما رأيت في العرض تلاحظ البضاعة التلفانة (الخايسة) او غير ناضجة أو بضاعة غير مرغوب بها ، لأن أغلب البقالين يعرضون شيء ويبيعون شيء أخر ،

وأما القضاة فحدث ولا حرج والبناءون فحديث كل مبتلى بالبناء وأما التجار فقد جعلوا أسواقنا تمتلئ بأسوء البضاعة بل بقمامة الشركات العالمية من أجل جني أرباح أكثر وأما المدرسون والمعلمون فقد جعلوا جل نشاطهم وإبداعهم في الدروس الخصوصية مع إهمال التدريس في المدارس الحكومية حتى أصبح الذي يريد النجاح ويأخذ معدلات عالية عليه بالدروس الخصوصية وإلا فالفشل يلازمه فكم من طالب ترك الدراسة لأنه لا يملك مستحقات الدروس الخصوصية وهذا ينطبق على جميع المهن والوظائف في المجتمع مع وجود القلة القليلة التي أصبحت مرفوضة من قبل المجتمع أو شبه معزولة وهي الصادقة والأمينة ، فأزمتنا ليست أزمة حكومة وقيادات بل هي أزمة مجتمع كامل وبالأصح هي أزمة أخلاق يعاني منها المجتمع ، وما أعضاء الحكومة أو القيادات السياسية ما هم إلا أبناء هذا المجتمع فمن يريد ان يحكم من بعدهم سيأتي من نفس المجتمع فالنتيجة ستكون هي هي لا غير لأننا نعاني من أزمة أخلاق أولاً وأزمة إدارة ثانياً.

خضير العواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك