المقالات

عراقي يبحث عن سيادة


محمد كاظم خضير


أنا عراقي ابحث عن السيادة والاحترام منزوع ، وأشعر بالمهانة عندما يخاطبني الاشقاء والأصدقاء والأعداء على حد سواء، وعندما أقرأ صحف الصباح وأشاهد اخبار المساء، وأشعر بالحقارة حين أعرف ان بلادي موزعة على خرائط النفوذ الإقليمية والدولية، وايضا حين ارى كيف تداس بالأقدام كرامات الناس وكيف يتاجر الكبار والصغار بمستقبل الأجيال، وأنا عراقي قرأت في كتب النكبة والنكسة والانقلابات والأحلاف والانفصالات والانعزالات واجهزة المخابرات وادعاءات اليمين واليسار وتعلمت في السياسية ومختبراتها والتي حوّلت
العراقيين إلى فئران بيضاء، وشاهدت بالعين المجردة أفظع الأفعال والارتكابات وتقطيع الأوصال وانتهكت أمامي كل أشكال السيادة واحترام الذات ودمرت كل أسباب السكينة والأمان.
أنا عراقي ابحث عن السيادة بلا حدود شخصية أو اجتماعية أو سياسية وكل ما يخص عراقتي مباح بلا خجل أو حياء، ومدفوع الثمن للسماسرة والبغاة من أبناء العراق الذين امتهنوا المتاجرة باستباحة كل القيم والمحرمات، مرة من اجل القضية ومرة من اجل الديموقراطية ومرة من اجل التعددية والانفتاح ومرة من اجل تحرير الأرض ومحاربة الاعداء ومرة من اجل رفع الوصاية واستقدام الوصايات، والأمر الوحيد الذي بقي خارج الاهتمام هو احترام الذات الوطنية وسيادة الأرض والمجتمع والكيان والإنسان في العراق .
أنا عراقي ابحث عن السيادة منزوعة ومنذ عقود وانا أحاول الهروب من هذه المواجهة مع الذات، ومن إحساسي العميق بالظلم والهوان لكوني انتمي إلى مجتمع لم يعرف السيادة في يوم من الايام، فالوصاية على العراق لم تكن حقبة أو مرحلة إنما هي في اصل تكوين هذا الكيان، وهي أشبه بالإعاقة الدائمة التي نحاول التعويض عنها بالشطارة والحربقة أو بشيء من السلطة والثروة او التفوق الحرفي والمهني، ونحن في
ََالعراق لا نعرف ذلك الشعور الكامل بالوجود وبأننا نمتلك الحق بذاتنا وبكياننا الاجتماعي والجغرافي والإنساني، وباحترام الآخرين لحدودنا وخصوصيتنا كما نحترم ونهاب سيادة الآخرين وخصوصيتهم.
أنا عراقي ابحث عن سيادة منزوعة اشعر بالخجل من حالة الخرف السياسي، وتداخل السلطة بالسياسة بالدين بالمذهبية بالقبلية بالتجارة بالجريمة والمقدس بالحرام وبالانفصال عن الواقع وصناعة مجتمع الاوهام في عراقي ، فالوصاية الأمريكية على العراق لم تكن حقبة عابرة جاءت نتيجة ما ارتكبناه بحق أنفسنا وبلادنا لأن زعماؤنا يستبدون ويعتقدون بأنهم سادة أقوياء، وكنا نتألم عنهم وعليهم لأننا كنّا نعرف انهم فاقدين للسيادة وانهم كتلة من الاوهام ومحض خيال، وهم مستمرون في تجديد الاوهام وتسويقها في الاسواق العربية والاقليمية والدولية وتسخيف كل مكونات العراق البشرية العلمية والابداعية والإنتاجية والطبيعية القادرة على صناعة واقع عراقي صلب وحقيقي بدلا من استقطاب الأوصياء وتجديد صناعة الأوهام. .
انا عراقي ابحث السيادة منزوعة وكاره لثقافة الوصاية وأشعر بالعار من سياسة الاستعطاءات والإغراءات والاغواءات الطائفية والمذهبية لاستقدام الراغبين باستباحة سيادة العراق ورفع رايات بلادهم فوق المرافئ العامة وعلى تلال العراق كما يفعل هواة تسلق الجبال، واستقطاب الوصايات ثقافة العراقية عميقة لدى عموم المكونات العراقية الذين جعلوا من الدولة والكيان كازينو للمقامرة السياسية او نادي عراة يأتي اليه الراغبون بالعبث بكل ما هو ممنوع وتحرمه سيادة بلادهم ومباح في العراق المنزوع السيادة والمستباح من الطوائف والمذاهب والأحزاب الشركاء في كازينو المقامرة السياسية في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك