المقالات

الامريكيون ..حين.. يبصرون ..

1755 2019-09-13

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

 سجل رائد الفضاء الشهير 

نيل أرمسترونغ في دفتر مذكراته، لحظة هبوطه على سطح القمر لأول مرة في يوم 20 تموز 1969   :

أنا إنسان واقعي ، ولا أمتلك شخصية حساسة، عندما تركت منزل والدي لم أبك ،عندما توفي والدي لم أبك ،

وعندما وجدت عملاً في وكالة ناسا الفضائية ، لم أبك  ، وعندما وضعت رجلي على سطح القمر لأول مرة لم أبك ...لكن حينما نظرت من هناك إلى الكرة الأرضية ، خنقتني العبرة و انتابني الحزن والغم ،ثم أجهشت بالبكاء وترددت في تعليق العلم الذي كنت أحمله ؛ وغرسه على وجه القمر .

أتعرفون السبب ؟!

حينما نظرت للأرض ، من تلك الفاصلة الصغيرة ، وأنا على وجه القمر ، رأيتها كرة زرقاء كنقطة صغيرة بلا لون بلا حدود بلا قوميات بلا جنسيات .

بكيت ... وقلت في نفسي على ماذا نتحارب نحن البشر ونقضي على بعضنا البعض ؟! .. وضعت إصبعي الإبهام أمام الأرض ورأيت بأنه غطاها بالكامل   !

كنت أبكي بحرقة على كل هذا الجهل، والعمى والتعصب الذي غرقنا فيه ...

تذكرت هذه الاسطر من مذكرات رائد الفضاء الامريكي، وانا اتفحص تاريخ الحقد الاسود لمستشار الامن القومي المقال جون بولتن و كراهيته المقيتة للعرب و المسلمين ، حتى ان كثير من الصحفيين الامريكيين يعتبرونه رجل اسرائيل في البيت الابيض..و بالرغم من اشغاله نائب المدعي العام ، و المندوب الامريكي في مجلس الامن و عمله الطويل في استشارية الامن القومي في حكومات الجمهوريين ،الا انه غير محبوب في الاوساط السياسية الامريكية من الجمهوريين و الديمقراطيين ، البعض يعزي عدم الارتياح له الى شواربه الغريبة كما قال ترامب ، و التي تشبه الرجل الكارتوني في المسلسل ( الغواصة الزرقاء ) كما ذكره السيد حسن نصر الله في احد خطاباته ..

عندما هاجم الاسرائيليون جنوب لبنان في تموز ٢٠٠٦ ،كان جون بولتن وقتها المندوب الامريكي في مجلس الامن يصر على عدم وقف اطلاق النار حتى لو احتلت اسرائيل لبنان للقضاء على حزب الله ،و لكن بعد القتال الاسطوري لمقاتلي حزب الله ، فان جون بولتن ضغط على الجميع لوقف اطلاق النار ..و لجون بولتن الدور الرئيسي في الحرب على العراق و ليبيا و سوريا و اليمن ، لكن سوء تقديراته و تطرف خارطة الطريق الذي اقترحها لترامب ،جعلت من ترامب يقيله من المستشارية .. 

لبولتن افكار متطرفة في التواجد العسكري الكثيف في العراق و سوريا ، و ضرب ايران و منشائتها النووية و الصناعية و البنى التحتية و تدمير مواقع تمركز حزب الله في لبنان ، بالاضافة الى تغيير نظام كوريا الشمالية ، و توسيع الحصار التجاري على الصين ..

هل يستفيق بولتن من كابوسه و يتخلص من احقاده ضد الفلسطينين و العرب و المسلمين  ، و يعرف ان حقده و كراهيته ستقتله ان لم يبصر حقيقة الكون و الخلق و التعايش ..

قد يتوهم البعض ان اقالة بولتن هي نهاية لمشروع القرن، و للمخطط الامريكي الاسرائيلي في اعادة ترسيم خارطة المنطقة ، لكن  الاسرائيلين لن يتوقفوا عن ضرب مستودعاتنا و معسكراتنا و قيادات عراقية في الحشد ،بعد ان ساهم بولتن في التمهيد و الاعداد لعمليات ( اطلقوا كلاب الصيد ) ، و قدم الامريكان فيها معلومات استخبارية و تسهيلات فنية في ضرب العراق ولبنان وسوريا ..

اللهم احفظنا من ظلم الظالمين 

و اعف عنا وارحمنا يا ارحم الراحمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك