المقالات

أي كنز أنتَ يا علي!

1668 2019-08-22

أمل الياسري

 

(يا مَنْ دلع لسان الصباح بنطق تبلجه، وسرَّح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه، وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه، وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه، صل اللهم على الدليل اليك في الليل الأليل، والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول، والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل، والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول) لله دركَ يا أمير المؤمنين! سلام على الدوحة الهاشمية، المثمرة بالنبوة، المونقة بالإمامة! أية أجواء يعيشها المؤمن في رحاب دعاء الصباح حيث تنفس؟ وأي يوم سيكون وهو يدعو بكلمات علي (عليه السلام)؟ لكي يفتح البارئ عز وجل له مصاريع الصباح، ومفاتيح الرحمة والفلاح، وأي نبع سيشرب منه ليقف على جنان ينابيع الخشوع؟ ويهابه من آماقي زفرات الدموع؟ كلمات لا يفقهها إلا الراسخون في العلم، قمة فوق القمم نفسها، علّمها لأصحابه الخُلص، ومَنْ سواه علي (عليه السلام) يعرف كنهها؟ كُميل، والسمات، والمشلول، ويستشير، والعشرات، ومكارم الأخلاق، والتوسل، والملهوف، كلها أدعية مأثورة للإمام علي (عليه السلام)، ولو عرف الناس ثواب هذه الأدعية وأثرها على حياتهم؛ لما تركوا قراءتها أبداً، ثم إن أمير البلاغة والفصاحة هو مَنْ يمنح الألقاب، ولا ينتظر لقباً من أحد؛ فسبحانه وتعالى يقول:"وإنه لدينا لعلي حكيم" فرجل كل العصور هو مَنْ تدحرج رأس الصنم الأكبر تحت قدميه، إنه رمز العدالة الإنسانية. السياسة عند علي (عليه السلام)، أفعال تترجم على أرض الواقع، عن طريق تقديم الخدمات والرفاهية للناس، وإيثاره كان أساس عمله السياسي النزيه وديمقراطيته شاعت بقبول التنوع، ومنح المساحة الكافية للإختلاف بالرأي، وشيوع مبادئ التسامح، والتعايش، والاحترام، فكان بحاراً ماهراً، لينجو بسفينة أمة رسوله محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله) نحو بر الامان، لأن ثوابت الإسلام اعظم من متغيرات السياسة! أي خادم أنت؟ وأي قائد كنتَ؟! الإمام علي (عليه السلام) كان ثائراً ومعلماً، لأنه يتحرك مع المجتمع وفي خدمته لا مع السلطة، وسيرته مع المظلومين والمضطهدين، تعد ثورة في المعنى الرسالي والإنساني العظيم، لنصرة المظلوم والدفاع عن الأمة، والإنتصار للمصلحة العامة، إنه السقف الذي عاشت تحت ظله الأمة الإسلامية عادلة، وآمنة، ومستقرة، إنه المنهج الثابت في إقران القول بالفعل، فما أحوجنا اليوم لوجودك بيننا يا صوت الأيتام، ودمعة الثكالى، ونبوءة الفقراء!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك