المقالات

الشاطر حسن الأول على العراق ..

2378 2019-08-07

حسين فرحان

 

تعددت القصص التي كان بطلها ( الشاطر حسن ) فتارة يكون مصدرها حكايات ألف ليلة وليلة وأخرى تكون من نسج خيال الحكواتي أو العجائز اللاتي اعتدن على رفد ذاكرة الطفولة في زمن الفانوس وفي زمن لم يكن فيه ( الموبايل ) قد رأى النور بعد ..

جميع الحكايات والقصص تتحدث عن ( حسن ) وشطارته وذكائه وشجاعته، فهو القائد الماهر لبساط الريح وهو منقذ الأميرات وهو رفيق الملوك وهو المعين لوالديه وهو الذي منحته السمكة الجوهرة التي بجوفها .. وأما المكان الذي تدور فيه وقائع هذه الحكايات وأحداثها فهو ( أرض العجائب )، وهذه الأرض مصطلح فضفاض يحتمل كل الأمكنة في الخيال الخصب الذي أنتج هذه الروايات الشيقة .

من قرية (الحوس) النائية احدى قرى قضاء قلعة سكر شمال محافظة ذي قار وفي أرض الرافدين أطل ( الشاطر حسن ) كالقمر ينير للبعض سبلا أظلمتها مصاعب الحياة وظروف هذه الأرض، يلهمهم الصبر والظفر ويكتب بالقلم الذي نال به المرتبة الأولى وحصل على أعلى معدل له على مستوى الوطن : أن نهاية الكفاح والأخلاص في السعي ستكون مثمرة بلا أدنى شك أو ريب ..

قدم حسن محسن معيوف درسا بليغا في نجاحه، لأن هذا النجاح ولد بعد مخاض عسير ومغالبة مع الفقر و الحرمان و بعد المسافة، في بلد هو بالأساس يعيش ظروفا استثنائية جعلته في عداد الدول البائسة في نواح ومجالات متعددة يتقدمها الجانب التعليمي .. لذلك كان نجاح حسن في ظل هذه الظروف - العامة والخاصة - نجاحا يرقى إلى مستوى الإعجاز وهذا ما أعطاه سمته التي هو عليها الآن .

حسن معيوف أو ( الشاطر حسن ) قدم للجميع درسا - بل دروسا بليغة - في الأستحقاق للمنزلة الرفيعة بمقدار الجهد فهل التفت البعض إلى مواقعهم ومناصبهم التي حصلوا عليها ( بالغش والمحسوبية والحزبية والعشائرية والسطوة والنفوذ ) ؟ وهل استشعر البعض أن الدولة بحاجة إلى أمثال حسن لتنهض من جديد ؟ وهل أدرك البعض أن عشق الكرسي ماهو الا مرض عضال ينبغي التخلص منه، وأن التخلي عن المكان الغير مناسب لهم وتركه للأنسان المناسب فيه صار ضرورة ملحة تمليها عليهم حاجة الوطن لأبنائه المخلصين ؟

يا حسن .. نحن نعلم جيدا أن هناك المئات من أمثالك حجبتهم عن خدمة وطنهم مصالح المتكالبين على النفوذ والسلطة وأصحاب الشهادات المزيفة التي يحملونها إسما لايناسب حقيقتهم فهم كالحمار الذي ينوء بحمل الأسفار دون انتفاع بها، ولكن مالحيلة وعشق السلطة والمال يحول بين عباقرة البلاد وكل مامن شأنه النهوض بها ؟ ..

بني حسن .. أنت الشاطر الذي وقف بوجه الصعاب وأنت الحكاية الجميلة التي لم تكن من نسج خيال الجدات .. أتمنى لك التوفيق .

.............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك