المقالات

الشاطر حسن الأول على العراق ..

2512 2019-08-07

حسين فرحان

 

تعددت القصص التي كان بطلها ( الشاطر حسن ) فتارة يكون مصدرها حكايات ألف ليلة وليلة وأخرى تكون من نسج خيال الحكواتي أو العجائز اللاتي اعتدن على رفد ذاكرة الطفولة في زمن الفانوس وفي زمن لم يكن فيه ( الموبايل ) قد رأى النور بعد ..

جميع الحكايات والقصص تتحدث عن ( حسن ) وشطارته وذكائه وشجاعته، فهو القائد الماهر لبساط الريح وهو منقذ الأميرات وهو رفيق الملوك وهو المعين لوالديه وهو الذي منحته السمكة الجوهرة التي بجوفها .. وأما المكان الذي تدور فيه وقائع هذه الحكايات وأحداثها فهو ( أرض العجائب )، وهذه الأرض مصطلح فضفاض يحتمل كل الأمكنة في الخيال الخصب الذي أنتج هذه الروايات الشيقة .

من قرية (الحوس) النائية احدى قرى قضاء قلعة سكر شمال محافظة ذي قار وفي أرض الرافدين أطل ( الشاطر حسن ) كالقمر ينير للبعض سبلا أظلمتها مصاعب الحياة وظروف هذه الأرض، يلهمهم الصبر والظفر ويكتب بالقلم الذي نال به المرتبة الأولى وحصل على أعلى معدل له على مستوى الوطن : أن نهاية الكفاح والأخلاص في السعي ستكون مثمرة بلا أدنى شك أو ريب ..

قدم حسن محسن معيوف درسا بليغا في نجاحه، لأن هذا النجاح ولد بعد مخاض عسير ومغالبة مع الفقر و الحرمان و بعد المسافة، في بلد هو بالأساس يعيش ظروفا استثنائية جعلته في عداد الدول البائسة في نواح ومجالات متعددة يتقدمها الجانب التعليمي .. لذلك كان نجاح حسن في ظل هذه الظروف - العامة والخاصة - نجاحا يرقى إلى مستوى الإعجاز وهذا ما أعطاه سمته التي هو عليها الآن .

حسن معيوف أو ( الشاطر حسن ) قدم للجميع درسا - بل دروسا بليغة - في الأستحقاق للمنزلة الرفيعة بمقدار الجهد فهل التفت البعض إلى مواقعهم ومناصبهم التي حصلوا عليها ( بالغش والمحسوبية والحزبية والعشائرية والسطوة والنفوذ ) ؟ وهل استشعر البعض أن الدولة بحاجة إلى أمثال حسن لتنهض من جديد ؟ وهل أدرك البعض أن عشق الكرسي ماهو الا مرض عضال ينبغي التخلص منه، وأن التخلي عن المكان الغير مناسب لهم وتركه للأنسان المناسب فيه صار ضرورة ملحة تمليها عليهم حاجة الوطن لأبنائه المخلصين ؟

يا حسن .. نحن نعلم جيدا أن هناك المئات من أمثالك حجبتهم عن خدمة وطنهم مصالح المتكالبين على النفوذ والسلطة وأصحاب الشهادات المزيفة التي يحملونها إسما لايناسب حقيقتهم فهم كالحمار الذي ينوء بحمل الأسفار دون انتفاع بها، ولكن مالحيلة وعشق السلطة والمال يحول بين عباقرة البلاد وكل مامن شأنه النهوض بها ؟ ..

بني حسن .. أنت الشاطر الذي وقف بوجه الصعاب وأنت الحكاية الجميلة التي لم تكن من نسج خيال الجدات .. أتمنى لك التوفيق .

.............

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك