المقالات

يا ولاتنا ..لا تقتلوا ابنائنا و بناتنا ..

1806 2019-07-26

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

منذ ٥ سنوات ، ونحن نتلقى عديد من الرسائل يوميا"، عبر البريد الالكتروني، و وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك و الواتساب و الفايبر و التليغرام ) من مختلف شرائح المجتمع ، ومعظمهم من ملاكات التعليم العالي و طلبتها ...لقد نقلنا مشاكل الطلبة و معظم الاخفاقات الى القيادات المتقدمة في التعليم والذي تربطنا بهم علاقات طيبة ، تسوء عندما نبرز تجاوزاتهم بالوثائق وهذا ما لا يتقبله المسؤول العراقي ..كنا نرسل كم كبير من مشاكل ملاكات التعليم العالي و طلبتها الى وزير التعليم السابق، و وكلاءه و مستشاريه و المدراء العاميين في مركز الوزارة، و بعضها الى اصدقائنا من رؤوساء الجامعات و عمداء الكليات ..وقد اثمر جهدنا في تخفيض اجور الجامعات الاهلية، و الدراسة الموازية للتعليم الحكومي ، ومنح مقاعد لذوي الشهداء من الحشد الشعبي ،و تخفيض اجور الموازي الى الحالات الخاصة، و اعفاء المتفوقين من العوائل الفقيرة ..ورغم كل محاولاتنا لايجاد وسائل واليات سريعة لمعالجة مشاكل التعليم قبل تفاقمها ،الا اننا لم نستطع مع الادارات السابقة ..كان الوزير السابق قد صرح لاحد مستشاريه : لماذا يكتبون الاساتذة و الطلبة مشاكلهم ل د.ضياء واجد ، قال مستشاره : لانه على ما يبدو يرد على اي اتصال، و يتابع اي شكوى ، و يسعى في اقتراح حلول، وفق القانون و الضوابط و التعليمات .

كانت مشاكل عوائل الطلبة بسيطة ، فمعظمهم لا يقوون على دفع تكاليف التعليم الحكومي الموازي، الذي هو غير قانوني لان التعليم الحكومي مجاني وفق الدستور ومن حق كل مواطن عراقي مثلما التامين الصحي والسكن و....، و مشاكل عوائل اخرى تكمن في ارتفاع اجور التعليم الاهلي، الذي يتجاوز اجور جامعات متقدمة في دول الجوار و اوربا ، و تفننت الكليات الاهلية في استحصال مبالغ اضافية من الطلبة تحت ذرائع و مبررات مختلفة ..

مشكلة كل العوائل العراقية ، لخصتها امراة ارملة ،تعيل ابنها الوحيد ،و ٥ بنات ، حيث قالت ( ام فائز ) : انها تعبت في حياتها كثيرا" ، والدهم ترك لهم محل قامت بتاجيره، و لا يكاد يسد مصرف البيت ، لقد اجتهدت كثيرا" في ايجاد مورد لاعالة عائلتها، من الخياطة الى طبخ الاطعمة الجاهزة ووو ، وكلها لم تجد نفعا" امام الغلاء و متطلبات الحياة ، لان مرض احدهم يعني مشكلة كبيرة في توفير كلفة معاينة الطبيب و اجور المختبر والادوية . قالت لي ذات مرة باكية : كلما  يكبروا ، تكبر احتياجتهم من ملابس و تجههيزات دراسية ووو، وليس لي سوى الله ..لخصت مشكلتها ببساطة ، كنت مع ابني في الابتدائية معلمة اكثر من كل المعلمات التي لم يكن يهتمن بالتعليم ،بقدر اهتمامهن بشؤونهن..  تمررت بملازم دروسه بمرحلة المتوسطة ، ثم بالمدرسين الخصوصين في الاعدادية ..اضطررت ان ادخله كليه الهندسة في جامعة اهلية، و تخرج بعد ان بعناحتى المحل الذي ورثناه ..و النتيجة ابني في الدار مع اخواته في عراك دائم ، و لازالت مشكلتي مع بناتي في كيفية توفير تكاليف دراستهم ...لقد تعبنا على ابنائنا و بناتنا ، هل ليكونو في البيت ، جزء من اثاثه و ركامه .؟؟! ..تسالت ( ام فائز ) متى تكون لابنها فائز و زملائه فرصة لبناء العراق ، ام  ان الفرص فقط لابناء المسؤولين، الذين يولودون و تولد وظائفهم معهم ، بل ان بعضهم يصبحون مدراء و ملحقين و قناصل و اعضاء هيئات و هم لا يجيدون من اللغة العربية فك الخط ، و الظريف ان احدهم و كان يدعي انه يحمل شهادة عليا في اللغة العربية، عندما سالته عن الفرق بين النصب والجزم في الجمل ، ضحك قائلا : اذا ابقى معك بعد ساعة ، تطلب الفرق بين التزوير و النصب بالعربي ، و استطرد مستغربا" هل هناك نصب بالعربية ، النصب والتزوير ب ( سوق مريدي )..

لقد اسرفت الحكومات المتعاقبة في الظلم و الفشل و سوء الادارة ، فاصبحت حصة الاسد من الثروة المتأتية من بيع النفط بيد فئة قليلة ضالة ،و رواتب لموظفين متعثرين و معظمهم فائضين، لان استراتيجية الدولة لم توجه ولم تعد برامجها لتنمية العراق و تحريك عجلته الاقتصادية ، بل كانت تسيير ضمن مخططات تنمية و زيادة مدخولات دول الجوار وبعض البلدان الخليجية ، رافقها فساد امالي في ادارة عملاته الصعبه، و تهريب للنفط بمحاصصة لكتل و فصائل مسلحة و مجاميع ارهابية ،و سوء في استحصال الكمارك  والضرائب ،و فشل متعمد في تنمية الموارد غير النفطية، و عدم السعي الى توفير مناخ استثماري نظيف، و عدم الاعتماد على المنتوج المحلي لتحقيق الاكتفاء الذاتي ...

عندما دعمنا نقيب المهندسين السابق، و رتبنا له لقاءات مع لجان مجلس النواب، و شاركنا لقاءات مع رؤوساء الكتل حول قانون (حماية المهندس)، وفي حوار مع سيدة عراقية كانت معنا  و ابنائها من المعطلين عن العمل ، كان احد ابنائها يعمل نادل في مطعم ، و اخر فتح بسطة لبيع كارتات الموبايل و اخر يحاول في العمالة و لم يكن يفلح في اغلب الاحيان  .قالت لي : لقد تلاعب حكامنا بنا ، ساهمو مع الاوباش من العربان و الامريكان في حرب طائفية ، اكلت اكثر من مليون شهيد و دمرت في نفوسنا الرحمة و المودة و العشرة ..و اختلفوا على الحصص و المصالح و النفط و الاملاك و العقارات ، فانتجوا الدواعش والعصابات و مافيات الاحزاب والصيرفة و الاملاك العامة ..لقد  قدمنا من كل بيت شهيد وهم في غيهم يعمهون و في ملذاتهم يعبثون ...

لقد قدمنا الانفس و المكتنز من الاموال والموجودات، لكي نجعل ابنائنا مهندسين و تربويون و مدرسين و اداريين وووووووو. ، و لكن دون جدوى ، امام سلطة غاشمة اعدمت كل الفرص ، و لا تتعدى معالجتها سوى الايهام والكذب والخداع ، واي فرصة للعمل ستكون لهم كنز ثمين في ابتزاز المعطل ليدفع لكي يتعين ...

متى يجد ابنائنا فرص حقيقية للعمل لبناء العراق الذي هدمه ساساته ..قبل ايام زرت مشروع بسيط للمعاينة وابداء رائي لمشرف المشروع، و هو من طلابي ، تفاجأت بوجود مئات الاشخاص حول كرفان صغير ، في حين المشروع خارج العراق يديره اثنين ، وجدت ٤٠٠ شخص بكل الاختصاصات التى ليست لها علاقة بالمشروع .وعندما سألت عن الجماهير : اجابوني انهم عقود مجانية ياتون للتوقيع في الاسبوع مرة ،الا ان يتم  توفير مخصصات مالية بالموازنة ...

يا ساستنا الكرام ..... اتقو الله في بناتنا و ابنائنا من المهندسين المعتصمين امام نقابتهم، و من حملة الشهادات العليا الذين تعرضو للدهس قبل يومين في بوابة وزارة التعليم العالي ..و للحديث بقية ..

لنا و لا بنائنا و لبناتنا و للعراق

رب كريم ، وهاب ، رزاق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك