المقالات

خسر قبل ان يبدأ .!

1808 2019-07-25

كندي الزهيري

 

بات من الصعب على المراقبين؛ معرفة هل أمريكا مستعدة للحرب ام لا، وذلك بملاحظة ضعفها من السيطرة على مضيق هرمز من جهة، ومن جهة أخرى تحشيد عسكري في المنطقة،  ولا أحد يعلم من سيطلق الرصاصة الأولى!

 إن أمريكا ليست بذاك الغباء، لكي تدخل حرب ليس مع الامة الايرانية فقط،  إنما مع حلفاء إيران في المنطقة، وتعلم أن قواتها في المنطقة، وخاصة في العراق وسوريا ستكون في خطر، في حال اندلاع الحرب، وهذا الشيء يدركه السياسي الأمريكي، ما جعلهم يسارعون الى إرسال مايك بومبيو الى بغداد، حاملا رسالتين الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي؛ الأولى كانت بصيقة التهديد، بان بلاده سترد على أي هجوم على قواتها، بقوة من دون الرجوع للحكومة العراقية، والثانية عرض أمريكي لايران للجلوس للتفاوض، اتبعها سحب معظم طاقمها من السفارة في بغداد وغيرها من الإجراءات التي تكشف هوان منظومة التفكير والقرار الأمريكية!

قد يتسأل البعض، بأن أمريكا التي أرسلت آلاف الجنود الى العراق واحتلاله، وخسرت مليارات الدولارات، والمعدات والأرواح، ولكن بالنتيجة ليس بمقدور رئيسها والسياسيين الأمريكيان،  الدخول الى العراق بوضح النهار، إذا ماذا ستفعل مع إيران؛ التي مساحتها تعادل ثلاثة أضعاف مساحة العراق، وعدد سكان يقدر بأكثر من 80 مليون نسمة؟.!

ما ساعد على عدم لجوء الإدارة الأمريكية الى خيارالحرب، تصريح كريس غيكا "المتحدث باسم التحالف الدولي؛ حين قال لبومبيو "انت كاذب "، أذرع إيران قوية ولا يمكن لنا مواجهة إيران، بوجود كل هذه الأذرع القوية في المنطقة!

هنا أدرك البيت الأبيض بأنه خسر الحرب، وخاصة بعد فضيحة المملكة السعودية التي تمتلك منظومة الصواريخ الأمريكية "الباتريوت "، حيث إستطاع الحوثي أن يخترق هذه المنظومة، بطائرة سعرها مئة دولار فقط، بمواجهة صاروخ سعره يقدر بمليون دولار، وهذا يمثل إضافة صورة أخرى، بأن حلفاء أمريكا ليسوا قادرين على المواجه، لكن بمقدورهم دفع الأموال للبقاء على عروشهم!

 بإعمال العقل؛ اذا كان السعوديين والى يومنا هذا عالقين في اليمن، فكيف بهم إذا علقوا مع إيران !  ثم أن ترامب يطالب الخليجين بدفع الأموال للحفاظ على عروشهم فقط، وليس على حدودهم! واليوم يكمل ترامب مسيرة استنزاف دول الخليج، بقوله: "نحن لن نكون شرطي الخليج، ولن نحمي مضيق هرمز، ولماذا نضحي بجنودنا من أجلكم، ادفعوا لنا فقط"!

هذا درس لمجلس التعاون الخليجي، ومن يعول عليهم من السياسيين العراقيين، الذين ساروا خلف هذه المشروع الأحمق، لا أحد يُريد الحرب في الشّرق الأوسط، باستِثناء الثّلاثي بومبيو وبولتون ونِتنياهو الذين يُحرّضون عليها، وأيّ خطأ أمريكي سيجعل إدارة ترامب، وأمريكا عامّةً، تدفع ثمنًا باهِظًا، ماديًّا وبشريًّا، ونجزِم بأنّ جُنديًّا أمريكيًّا واحِدًا؛ من تِلك الموجودة في العِراق وسورية لن يعود حيًّا إلى بلاده.

ناهيك عن أولئك الذين يُرابطون فوق السّفن وحامِلات الطّائرات، ونحن لا نتحدّث هُنا عن الحُلفاء الخليجيين الذين سيُشاركون في هذه الحرب، أو سيكونوا ميدانها، فهذا تحصيلٌ حاصِلٌ، وسيُترَك أمرهم للحوثيين..

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك