المقالات

خاتمة العشق

1843 2019-06-26

احمد لعيبي

 

كان صوت المارة عاليآ في كراج السيارات الذي توجهت له منذ ساعات الصباح الاولى صوب دائرة الضمان الاجتماعي لتجد لها مكانآ في اقصى تلك السيارة التي كان يصيح سائقها (نفرين طالع ..)

وما ان تحركت السيارة حتى شدها صوت المذياع لحوار في تمثيلية صباحية اعادها الى ايام حفرت على خد ذاكرتها ..كان الحوار يقول ..(كم اشعر بالفخر ..للاولاد الذين لم انجبهم منك قبل ان احبك واستشهد ..!كانوا جميلين مثلك ..لكنهم يتامى في مخيلتي ..)..

تذكرت حمزة وعصف في بالها كل شئ حدث بينهم في خمسة اشهر من قصة حب مجنونة عندما وقف امامها اول مرة في السوق وقال لها (كنت احسب نفسي جبلا حتى وقفتي الى جانبي فصرت تلآ وانت سلسلة جبال)

تذكرت كيف قالت له

(ها يالمسودن ..المسودن ..ها..ها..وادركت في ما بعد انه  هو المسودن حقا )

تذكرت عندما قال لها(كثيرا ما كان يؤلمني قلبي فاضع يدي عليه ..إلا الان ..

اخشى ان اضع يدي على قلبي وانت نائمة فيه..

اخشى ان تستيقظي ..!)

كان الشارع طويلا والسيارة تتوقف في كل دقيقة لصوت يصيح (نازل..نازل..نازل)

وتذكرت حوار حمزة في اخر لحظات الالتحاق للجبهة وهو يقول لها(..كنت اعلم اني ساموت شهيدا

عندما شعرت اني احبك بكل هذا الجنون..الوطن وانت كل املك في هذه الدنيا ..فلا تحزني ان غادرتك بسرعة الموت صوب الله ..)

انزلتها السيارة على مقربة من دائرة التقاعد وكانت النسوة يتجمعن مثل الفراشات السوداء بعضهن بعمر الورد امام تلك الدائرة وهنا تذكرت وبكت انه قال لها (انا اخاف عليك ان تخرجي من البيت ..كون البيت يصير سيارة من تقضين مشاويرك كي لا تغادريه)..

 

كان حمزة مجنونآ بحبها ..وقف بوجه كل شئ من اجل وجهها..وارتبط بها رغم جنون الحب والحياة ..

وترك الحب وذهب للحرب التي لم يعد منها لدارهم بل عاد الى حيث علي بن أبي طالب..

حمزة الذي لا يملك في الدنيا سوى قلب امرأة وارض ليست ملكه ..استشهد برصاصة عندما انقذ طفلة في الموصل نادته من بعيد...عمو..عمو..هذا الداعشي المسودن يريد ياخذني ..كانت ظفائر تلك الصغيرة تلوح لحمزة من بعيد وكان كذلتها تشده لها وهو يرى ملامح تلك الصغيرة تشبه ملامح انثاه..

وضع الصغيرة على كتفه وعندما امطروه بالرصاص وضعها بحضنه فاستقبل الرصاص وحمى الصغيرة

التي وصلت الى اهلها بعد ان صد حمزة عنها خمس رصاصات كانت احداهن في قلبه...

حمزة نزف كثيرا قبل ان يستشهد في طريقه للمستشفى واخبر صديقه ان يخرج هاتفه من جيبه ويكتب رسالة الى حبيبته بسرعة(حبيبتي ..قد تصل رسالتي اليك وانا شهيد..انا فعلا مسودن كما قلتي لي اول مرة ..لكني احبك ..والحمزة ابو احزامين..ودمي اللي غركان بيه احبك..اعلم انك لن تكوني بخير ..ولكن ستكونين بي الى يوم القيامة)..!

مع انتصاف النهار عادت الى دارها بعد ان قيل لها انها تحتاج الى تأييد يثبت ان حمزة شهيد لكي تستلم حقوقه..فقالت لأحدهم ..هلا رأيت في وجهي رجلآ ملطخآ بدمه على الساتر ...ذاك حمزة ..!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك