المقالات

لماذا تراجع ترامب عن توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية؟!


 

محمد كاظم خضير 


أثبتت الأسابيع الثلاثة الماضية ان تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية جوفاء وغير جدية، وتعطي نتائج عكسية، ابرزها إظهاره بمظهر الزعيم المتهور الذي لا يرتقي الى درجة تحمل المسؤولية وقيادة دولة عظمى نووية مثل الولايات المتحدة.

لدينا مثلان رئيسيان يؤكدان ما نقوله آنفا:

الأول: التصعيد الكبير الذي اقدم عليه الرئيس ترامب في سقوط طائرة التجسس ، حيث أوحى للكثيرين انه على وشك توجيه صواريخه لضرب الجمهورية الاسلامية الايرانية ثم تراجع عن التنفيذ بشكل مهين.

الثاني: .التصعيد الكبير الذي اقدم عليه الرئيس ترامب ضد كوريا الشمالية ، حيث أوحى للكثيرين انه على وشك توجيه صواريخه لضرب كوريا الشمالية ثم تراجع عن التنفيذ بشكل مهين

***

تراجع ترامب في الازمة الإيرانية عائد الى صلابة الجمهورية الاسلامية الايرانية ، ومواصلته التحدي، وتهديده بالرد على أي هجوم امريكي على بلاده بالمثل، مضافا الى ذلك ان هذا الموقف المتهور لم يحظ بأي دعم من حلفاء أمريكا في أوروبا، كما ان الموقف الروسي و الصين كان داعما للموقف الإيراني .

بريطانيا حليفة الولايات المتحدة لم تكن وشعبها من المؤيدين لاندفاعات الرئيس ترامب، لان هؤلاء يدركون جيدا انهم سيكونون اكبر الضحايا، فالرد الإيراني سواء كان بأسلحة تقليدية، او أسلحة بالستية ، سيستهدفهم وكذلك سيستهدف حوالي 30 الف جندي يتمركزون في قواعد عسكرية أمريكية بينهم.

ما هو اخطر من كل هذا وذاك ما تبين لاحقا ان حاملة الطائرات الامريكية التي امرها الرئيس ترامب بالتوجه الى الخليج العربي فورا، لم تكن موجودة على من هذه الخليج ، الامر الذي اثار سخرية العالم بأسره.

لا الشعب الأمريكي ولا الشعب الإيراني يريد أي حرب ضد إيران ، لانها تعني الدمار والخسائر البشرية والمادية الضخمة، ولا بد ان الرئيس ترامب يدرك هذه الحقيقة وقرر التراجع.

***

قد يجادل البعض محقا بأن ايران تراجعت أيضا بعد سحب زوراقها العسكرية من اجل التهدئة، وتقديم سلم للرئيس الأمريكي للتراجع عن تهديداته، وهذا صحيح، ولكنها لن تتوقف عن هذه الصلابة في المستقبل، وستظل شوكة في حلق الغطرسة الامريكية.

ندرك جيدا ان مصداقية الرئيس ترامب في الحضيض حتى قبل ان يفوز في الانتخابات الرئاسية، ومن المؤكد انه خسر المقدار الضئيل الذي بقي منها في كل من ايران ، حتى الآن على الأقل.

رئيس امريكي كاذب، وقح، تطارده الفضائح، يطالب الرئيس الإيراني بأن يكون حسن السلوك، ويصف إيران بنظام السيء ، يقدم مثلا بالمستوى المتدني الذي وصلت اليه الولايات المتحدة.

هذا الرئيس كشف عن الوجه الأكثر قبحا للولايات المتحدة يجب تغييره لانه لا يؤتمن على مقدرات العالم، وليس مؤهلا للائتمان على الزر النووي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك