المقالات

ثلاثي لايمكن هزمه في العراق..!


محمد كاظم خضير

 

ما زال أمر السياسة في البلد من أعجب الأعاجيب و قد دلف منذ أمد عينَ إعصار القرن و الواحد و العشرين من دون أن تهتز لأهله شعرة أو يُحسوا بقشعريرة التحفيز إلى التحرك ضمن سياقاته الحديثة و التطلع إلى آفاق التنمية التي يفتح أبوابها واسعة، فيُرى:

· السياسي يفتخر بعشيرته، يرص صفوفها الهشة ويجمع شتاتها في كل موسم جفاف سياسي كالخراف الطائشة بفتات من المال السلبي و سيل من الوعود الكاذبة والأماني بعودة ألق خرافي زائل،

· و "أهل" الدين يتسابقون إلى موائد الأقوياء، يعينونهم على الغفلة عن واجباتهم الكبيرة و يوهمونهم بأنهم أمراء المسلمين المستخلفون في الأرض،

· و التجار يستوردون كل فاسد من الأدوية و الأغذية و غيرها، يتلون عليها، بأفواه غافلة عقولها، آيات الاستتار و الاحتجاب عن عيون شعب يدرون بمكرهم أنه فقد حاسة الإبصار منذ أمد بعيد، و متناسين أن الله خير الماكرين،

· و رجال الإهمال و جلهم من أبناء الرعاع يتطاولون في البنيان بالمال المغتصب من خزينة الدولة، يشيدون على أرضية تفتقد إلى البنية الأساسية الصالحة و التمهيد الفني للتمدد العمودي و الأفقي،

· و سواد الشعب الأعظم يغني و يصفق كـ"الخب السعيد" لا يرى فقره المدقع و حرمانه الصارخ و عجزه الذي يزداد باضطراد لأنه غارق في ثنائية الماضوية خيرها لأهلها الأقوياء و شرها لأهلها البؤساء في توقف مجلجل و محير لحركة الزمن العقيم.. و كأن البلد على غير كوكب الأرض و ناسه غير الناس.

و تظل في هذا الخضم ثلاث طبقات تحُول بين الحكومه و الشعب حتى لا يتم تدارس أمر إرساء قيادة و تسيير البلد على أسس الديمقراطية و العدالة و الكفاءة الوطنية :

- طبقة البيروقراطيين الذين تأتي بأغلبهم التوازنات القبلية و الإثنية و الطبقية السلبية ليستفيدوا من المال العام بكل الطرق الغير مشروعة كالرشوة و الاختلاس و إبرام الصفقات المزورة في مأمن مطلق من المساءلة و الحساب و العقاب،

- طبقة التجار من ذات الإفرازات و أصحاب المال السهل الذين يستأثرون في ظل النظام عارضين عليه بالمقابل خدمته و استفادته منهم لتوطيد الحكم و إدامة بقائه،

- حشاية طبقة الفاسدين من الضالعين في الأعمال الإعلامية الاستخباراتية و غيرهم من المدنيين أصحاب الوشاية و التحريف و تلفيق و إلصاق التهم بأصحاب الآراء الحرة و الموصومين بالمعارضة و الخيانة و التآمر.

و هو الثلاثي، بثلاثية وسائله السلبية:

· إرادته الممسكة بحبائل الماضوية الفوضوية،

· انتفاعيته الصارخة بكل ثمن،

· منهجيته التعاملية السلبية الضارة،

الذي يقوض أي مسعى سياسي مهما كان في الصميم ضروريا لإصلاح شأن بلد يبحث عن نفسه منذ سبعة و ستين عاما مرت على استقلاله و هو يقلب كل شيء يجدي في المسار المتعثر فلا يجده رغم صخب:

- نخب التعلم دون العمل،

- و الإهمال دون الأعمال،

- و الحماية الآثمة بالدين من دون النصح و التوجيه،

- و التضليل دون الإعلام،

و الانتهازية على قرع طبول و أصوات مزامير "الفساد " القبليين و العشائريين و الإثنيين والشرائحين و الطفيليين و غسالة الأموال من كل فج قبيح

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك