المقالات

عباءة جدي..!

2801 2019-06-18

احمد لعيبي

 

ايام الطفولة من كنا بالتاجي بليلة العيد جدي الله يرحمه كان يصعد فوك غرفة الاستقبال الطينية اللي تبعد اكثر من ١٠٠متر عن غرف النوم مالتنه ..

يباوع على الهلال من كل الاتجاهات وينزل يدخل عدنا غرفة مال دجاج عرب ومتروسة بيض يعزل منها دجاج وبيض وكان بغرفة جدتي ديلاب خشب قديم متروس دهن حر وزبد معبأ بشيشة معجون زجاجية هم يطلع منها كمية جبيرة ..

ويلزم سطل حديد قديم يحلب بيه الهوايش اللي عدنه ويوصي جدتي ان تحول الحليب الى خاثر..

ويرجع وراها عنده تنكه مال دهن تارسها خردة يخلي نصها بكيس نايلون كان يضعها بجيب دشداشته ..

كنت صغير واني اراقب هذا الرجل الذي زرع كل نبله في طفولتي ..

في فجر العيد كان يذبح الدجاجات ويسلق البيض ..

يحمل البيض صباحا الى مكان كنت لا اعرفه كثيرا رغم ان جدي كان يذهب اليه كثيرا ويفترش عبائته ويجلس عنده وسمعته ذات مرة يناديه (ابو طِلبة )

وعلمت فيما بعد انه الكاظم ...

كان جدي يزور ويمسح بعبائته ارض الصحن ويخرج يوزع البيض والخبز بيده على الزوار ويضع قبل التوزيع بيضتين في جيبي واحدة له واخرى لي ويقول لي من نخلص توزيع نتريك..

وفي اخر مرة وقفت امراة وابنتها امامنا عندما نفذ ما عنده من البيض فقال لي (احميد يدي طلع البيضات اللي بجيبك ..تضايقت بعض الشي وانا اعطيه البيضات وكان مبتسما وهو يعطي اخر ما عنده ثم حملني بحضنه من باب القبلة وسار بي وهمس بأذني قائلا ((هاي المرة ما اجت وحدها ..الكاظم وداها بالعيد كالها روحي تريكي يم احميد وجده ابو لعيبي ..ضحكت كثيرا ..وانا اسمع كلمات جدي وكانما قال لي امرا عظيما ..)

عدنا ووجدنا جدتي قد سلقت الدجاج ووزعته على البيوت ولم تبق لنا جناح دجاجه ...!!

اخرج جدي من كيسه قطع معدنية وقال لي روح اشتري من الدكان شربت وكعك..!!

وسالني ابو الدكان وهو يبتسم عايف الدجاج والروبة والدهن الحر وجاي تشتري شربت وكعك ..

فقلت له ...جدتي وزعتهن كلهن وكلشي ما ظل ..

اعطاني العصير واعاد لي النقود وهو يقول ..عمي هسه غسلت ايدي من دجاجكم وانوب اخذ منك فلوس هاي عيدية.....

بعد كل هذه الاعوام...

لم ار جدي ولا غيره يمسك بيده رغيف في باب امام ويوزعه في صباح عيد من اجل لا شي..

لم يعد لنا دجاج ولا بيض ولا دهن ولا غرفة نراقب منها الهلال..

لم يعد لجدي كيس نقود يعطينا منه ..

لم يعد صحن الكاظم مفتوحا مثل ذي قبل لكل من يقصده..

لم يتبق لي سوى عبائة جدي التي كان يمسح بها صحن الكاظم..امسح بها وجهي كلما حزنت..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك