المقالات

لماذا يضرب الإرهاب العالم الآن؟!

1486 2019-06-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قد لا نكون متجنين حينما نقرر، أن الطابع العام للعملية السياسية التي تقتاتنا في كل لحظة، هو الطابع الطائفي، وحتى الذين يستنكرون الطائفية، تجدهم في يلوذون بطائفتهم كلما أعيتهم السبل، والأمر ليس بيدهم، بل تلك هي طبائع الأشياء!

 بغية التوصل؛ الى أسباب الطابع الطائفي للعملية السياسية، يتعين أن نفكك العلاقة بين الدين والمذهب والطائفة..وسنكتشف كلما مضينا في التفكير قدما، أن المذهب مفصولاً عن الدين لا مشروعية له، فالمذاهب هي التظهيرات العملية للدين، والطوائف هي المجموعة البشرية، المتمذهبة بمذهب يستند على أساس ديني.

أما الطائفية؛ فإن تعريفها الأكثر كثافة ووضوحاً هو: إستخدام الدين لأغراض ليست دينية، قد تكون سياسية، أو اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية.

بلحاظ أن الدين؛ لا يزوّد بنصوص صريحة، الذين يريدون استغلاله، لتحقيق مآرب ليست دينية، ولذلك فإنّهم يعمدون إلى التأويل، وهو الساحة التي تنمو فيها الطائفية، حيث يصبح تفسير الدين حسب الهوى، هو المزرعة المنتجة لكل الأفكار والمواقف الطائفية، ومن ثَمَ مصادرة الدين، وعياً وقيماً وحضارة ونظام حياة.

ما تقدم من قول؛ لا يختلف عليها أحد، بل هو محور إتفاق، بيد أنه بنفس الوقت، يكشف حجم التعسف، الذي يمارسه من يتهمون الآخرين بالطائفية..!

كيف؟!

بالحقيقة؛ فإن من يتهم الآخرين بالطائفية، هو طائفي سواء علم أم لم يعلم، وغالبا أنه يعلم..!.وإلا كيف تأتى له، أن يتعرف على طائفيتهم المزعومة، إن لم يكن ثمة تناقض، بين ما يراه صالحا له ولجماعته، وما بين ما يمارسه الآخرين؟!

لنأخذ مثلا واحدا لا غير حول هذا التعسف: فكل ساعة يتهم أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام؛ بأنهم طائفيون، ليس لأنهم يفسرون الدين حسب الهوى، بل لأنهم يعتقدون بمعتقدات، ويمارسون طقوسا، في أقل توصيف لا تمس المحرمات!

خذ مثلا: أن الشيعة لديهم عقيدة راسخة، بأن الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع)، قيمة عليا نادرة، ومثال إنساني متقدم، وأن جريمة قتله وأسرته وأصحابه، تمثل قمة الإنحراف في زمن مقتله، وعليه فإنهم يدينون ذلك، بأن يحيون ذكره بمختلف الوسائل، التي لا تتقاطع مع عقائد الآخرين، ولا تمسها بسوء، ونفس الشيء ينسحب على إعتقادهم بالمهدي المنتظر، كأمل للخلاص من الظلم.

يشاطر الشيعة في إحترام الحسين كقيمة إنسانية عالية، وفي قضية المهدي المنتظر، أديان وشعوب وقادة وصناع رأي، وزعماء أفكار ليسوا مسلمين، ما يعزز إنسانية المعتقد الشيعي! 

لكن الآخر المسلم؛ يتطير من معتقدات الشيعة وممارساتهم، ليس لأنها تضره أو تعتدي على مساحاته، بل لأنه طائفي، يتقمص  دور الدين، ويتزيأ بعباءته ويعتم بعمامته، من أجل أن يسود وجوده، بنفي الوجودات الأخرى، معتقدا أنه وحده يمتلك الحقيقة الكاملة!

النتيجة التي سيتوصل اليها، كل من يبحث العلاقة بين الدين والمذهب والطائفية، هي أن الطائفية لا تجتمع مع الدين، في مجتمع واحد ومكان واحد، فإما أن يكون ديناً أو تكون طائفية!

كلام قبل السلام: سنكتشف بلا تعب؛ أن الذين يتهمون غيرهم بالطائفية، يسعون إلى أخراج غيرهم من الدين نهائيا..وذلك هو سبب الإرهاب الذي يضرب العالم الآن!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك