المقالات

بين الفتوى والمقاومة والجهاد

2216 2019-06-08

علي الطويل

 

في صيف مأساوي لاهب بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، وحيث وصلت القلوب الحناجر ولا مخرج ولا منجى فقد ضاق الافق تماما ، حيث بدأ الزحف الداعشي من الموصل حتى دخل اطراف بغداد دون مقاومة تذكر ، وحيث انهزم القادة قبل المقودين ، وحيث لا سند ولا ظهير فقد تخلى الشريك المفترض الذي وقع العراق معه معاهدة الدفاع ، ونعني الولايات المتحدة التي لم تلزمها تلك المعادة في الوقوف بوجه هذا السيل الكاسح من شذاذ الافاق الذين لم يكن هم لهم سوى تدمير العراق ، وكيف يصدون زحف الدواعش وهو مشروعهم ، عند هذه اللحظات الشديدة الحرج اتجهت انظار العراقيين نحو النجف الاشرف لعل الصامت الحكيم ينطق بشيء ، عندها انطلقت الفتوى في يوم تاريخي لم يمر على العراقيين مثله منذ عشرات السنين لما تخلل ذلك اليوم من حماسة وعزة ونخوة وافتخار ذكرتنا بما نقرأه عن معارك صدر الاسلام ، عندما كان المسلمون يطلقون نسائهم طاعة للنبي الاكرم (ص) ليتجهون للجهاد ،ونسخت هذه الفتوى ايضا صورة اخرى من صور التضحية التي كان عليها اصحاب الامام الحسين عليه السلام من الاخلاص والايثار والطاعة والتضحية في معركتهم ضد الكافرين والمنافقين واعداء الدين .

فقد هب العراقيون لتلبية الفتوى لمقارعة اعداء الوطن ، وتوالت المواقف الرجولية لابناء العراق لنقل هذه الفتوى من مجالها النظري الى الواقع العملي في الوقوف كدرع امام هجمة المغول الجدد وكانت حماسة منقطعة النظير ، ليس المجال هنا لسرد مادار فيها بقدر التذكير بصورتها العامة والا فالامر يتطلب مجلدات لتسع مادار فيها من احداث ووقائع مشرفة .لقد كان لابناء المقاومة الدور الابرز في هذه الفتوى فكانو بحق ابطال متميزين ، فسوح الجهاد ساحاتهم والقتال ( كارهم ) الاساس ومهنتهم التي امتهنوها وخبروها قبل دخول داعش ، فكانوا هم الاطار الذي اطر المتطوعون ونظمهم ورتب صفوفهم وخطط عملهم ليكونوا بنيان مرصوص امام الاعداء فكانت تلك انطالقت الحشد الشعبي وتشكيل الويته ووحداته ، وبدات حينها صفحات البطولة وسطورها تتسطر وعناوينها تبرز فسجل التاريخ ملحمة دارت لثلاث سنوات سجل فيها ابناء الفتوى مالم يتوقعه او يتصوره احد ،

لقدسجلت ايام الجهاد هذه موقفا مشرفا للجمهورية الاسلامية في نصرتها للعراق في وقت تخلى عنه ابناء جلدته بل ساهموا في تدميره ، ففي الوقت الذي كان العراق يفتقد الناصر فان الجمهورية الاسلامية قد سخرت كل امكانياتها للدفاع العراق والعراقيين والدفاع عن المقدسات ، ففتحت مخازنها من السلاح والعتاد وارسلت الخبراء من اجل اعداد الخطط في المعارك كما وبذلت المال سخيا في هذه المواجهة التي ستذكرها الاجيال وستذكر الشهداء الايرانيين الذين اختلطت دمائهم بدماء العراقيين من اجل الدفاع عن هذا البلد ، فكان هذا الموقف عنصرا مهما في دحر الدواعش ونقشة اساسية في سجادة النصر الذي تحقق للعراق في تحرير ارضه وتطهيرها من رجس البغاة ، فالعراقيون مدينون للجمهورية الاسلامية لذلك الموقف الذي عبر الاخوة وقوة الاصرة التي تربطنا معها في الدين والعقيدة والموقف الواحد تجاه الاعداء ومقارعة الباطل وسوف لن ينسى العراقيون هذا الموقف الكبير لقيادة وشعب هذه الجارة المسلمة الاخوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك