المقالات

السيد الخميني والثورة الإيرانية بعد 40 عام

3106 2019-06-06

ضياء المحسن

 

عاش السيد الخميني فترة من عمره قريبا من مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) محاولا تأسيس نظرية جديدة لمعنى الولاية، فكانت نظرية ولاية الفقيه التي طبقها بعد عودته الى إيران في آذار 1979، ومنذ ذلك التاريخ لم تنقطع محاولات الإستكبار العالمي وأذنابه في منطقة الخليج، لإسقاط هذه الجذوة التي لا تزال تتوهج؛ سواء في منطقة الخليج أو في مناطق ابعد من هذه المنطقة الملتهبة. تعتبر ولاية الفقيه التي أسس لها السيد الخميني (قدس) واحدة من أوجه النظام الإسلامي، والمبنية وفقا لمذهب أهل البيت الإثني عشرية، حيث تؤكد واحدة من مبادئ أهل البيت على ضرورة وجود ((إمامٍ حاكمٍ معصومٍ من الأخطاء، حيث أنه من غير المعقول ان تخلو الأرض منه)). نجح السيد الخميني في إرساء (النظام الجمهوري الإسلامي) عندما سارع للدعوة الى إستفتاء عام على الهوية الإسلامية الجديدة، بالضد من محاولات التيارات العلمانية التي حاولت إنشاء جبهة يسارية، تقف بالضد من طموحات رجال الدين، فكانت النتيجة أن 98% من الإيرانيين صوتوا (بنعم) لصالح النظام الجمهوري الإسلامي. منصب (الولي الفقيه) يجمع بيده السلطة المطلقة، فهو يستطيع تمرير القوانين حتى في حالة إعتراض مجلس صيانة الدستور، من هنا فغن السيد الخميني (قدس) استطاع تمرير كثير من القوانين التي تصب في مصلحة المواطن، والتي وقف بالضد منها مجلس صيانة الدستور، نذكر منها القوانين المتعلقة بالعمل والإصلاح الزراعي، كما أنه أسس الحرس الثوري الإيراني، لغرض حماية الثورة من الأعداء في الداخل والخارج. كان العامل الرئيسي لعداء الولايات المتحدة للجمهورية الإسلامية في إيران وللسيد الخميني، هو إقتحام السفارة الأمريكية في طهران، لأن إيران الشاه كانت بمثابة القوة العظمى في الشرق الأوسط التي تحفظ مصالح الولايات المتحدة، ومنذ ذلك التاريخ فرضت الولايات المتحدة عقوبات إقتصادية على النظام الإسلامي الجديد، ومما زاد من تماسك الجماهير خلف الثورة وأهدافها، الحصار الإقتصادي الغربي، عندها ترسخت فكرة أساسية مفادها ان الولايات المتحدة هي العدو الأول. لعبت الجمهورية الإسلامية دور مهما في مقاومة إسرائيل، من خلال تقوية علاقتها مع حركة حماس الفلسطينية، بالإضافة الى محور الممانعة المتمثل بحزب الله في لبنان وسوريا، ناهيك عن بعض الفصائل العراقية، والحوثيين في اليمن، في سبيل الوصول الى تحرير الإنسان والأرض من براثن الإستكبار العالمي وأذنابه في هذه المنطقة التي حباها الباري عز وجل بأطهر الأنبياء وأكرمهم عليه. قد يتصور بعض المتابعين للشأن الإيراني أن مفهوم دعم المستضعفين الذي جاء به السيد الخميني (قدس) أخذ يخف شيئا فشيئا، من خلال بحثها عن تحالفات مع قوى إقليمية ودولية، بعيدا عن القالب الديني، بما يتيح لها تخفيف الإنتقادات الموجهة إليها، وهم هنا يتجاهلون حقيقة أن إيران لم ترضخ طيلة عمر الثورة الممتدة لأكثر من أربعين عاما، فأصبح لديها معرفة بما يريده الآخرين منها.      
ع
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك