المقالات

جمهورية سياسي الصدف. 


محمد كاظم خضير / كاتب وباحث سياسي 


جمهورية الموز» مصطلح ساخر صاغه الكاتب الأميركي وليام سيدني بورتر عام ١٩٠٤ في كتابه «الملفوف والملوك» أثناء إقامته في الهندوراس هارباً من تهمة اختلاس بالولايات المتحدة، لكنه أصبح قيد الاستخدام الفعلي في ثلاثينيات القرن الماضي. 
والمصطلح ينسحب على أي بلد حيث تكون الدولة غير مستقرة سياسياً، وليس لها ثقل سياسي واقتصادي بين دول العالم، وتكون الانتخابات فيها مزوّرة، ويكون قادتها مرتهنين لمصالح خارجية، وتكون محكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة، ويعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات والكثير من الواردات.
المتابع للشأن العراقي يلحظ مدى تطابق الملامح الأساسية التي يشير إليها مفهوم «جمهورية الموز» مع الواقع المرير الذي يعيشه العراق في «جمهورية سياسي الصدف »، حيث هناك انعدام لرؤية مستقبلية ادّت الى فشل الدولة في الوفاء بالتزاماتها وواجباتها ومهماتها الأساسية تجاه مواطنيها، الذين يدفعون ثمناً باهظاً بعد ان ابتلوا بحكام أنانيين وفاسدين، ولكنّهم بالمقابل تنازلوا طوعياً عن حقوقهم الطبيعية كافة أو بعضها، ويمارسون التبعية العمياء للمرجعيات السياسية والطائفية التي تسيّر شؤون الدولة تبعاً لمبدأ «الجزرة والعصا».
العراق يسأل متى يُصبِحُ وطناً يشبهُ كلَّ أوطانِ العالم؟ وطنٌ ينمو ويزدهر بسبب مقدّراته لا عبر الاستدانة العشوائية، وفيهِ ما يَكفي المواطن لحياةٍ كريمةٍ مستقرّةٍ لا التذلل على أبواب الزعماء؛ ويولد فيه الأطفال ليلعبوا ويتعلّموا ويحلموا دون ان يخافوا على مستقبلهم؛ وفيه شبابٌ طامحٌ يريدُ بناء الوطن لا ان يتسوّل مستقبله على أبوابِ السفارات. وطنٌ لا يكون الشعب فيه رهينة زُعماء الطوائف والطائفية والمذهبيّة المقيتة، ولا يموت فيه أحدٌ على أبواب المستشفيات، ولا يغتالُ فيه أحدٌ من جرّاء الرصاص الطائش، ولا تخطف حوادث السير أرواح الابرياء على «شوارع الموت». ويبقى السؤال الاهمّ هو لماذا أصبح العراق بمثابة جمهورية موز بلدي؟! هل بسبب المتزعمين والمتحكّمين القابضين على ثروات الوطن فقط، أم بسبب التابعين المنسحقين؟
هي «جمهورية سياسي الصدف »، ولكن أخطر ما يمكن ان يصيب العراق هو انسحاب الغضب الكامن وراء المصطلح المغلف بالسخرية فيصيب مفهوم الوطن كما أصاب مفهوم الدولة.. او اللاّ دولة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك