المقالات

مايك بومبيو، أنت كذاب أشر!

2052 2019-05-16

ضياء المحسن

 

أثناء لقائه رئيس الوزراء العراقي يؤكد وزير الخارجية الأمريكي بأن الخطر على مصالح الولايات المتحدة وقواتها يكمن في العراق، حيث فصائل الحشد الشعبي التي يدين أكثرها بالولاء الى مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيد الخامنئي.

المشكلة الحقيقية التي يتغافل عنها السيد بومبيو مع معرفته بها، هي أن السيد عادل عبد المهدي لا يستطيع أن يمنع فصائل الحشد الشعبي من القيام ببأي عمل عسكري تجاه القوات الأمريكية، سواء تلك الموجودة على الأراضي العراقية او السورية، لأن لهذه الفصائل حسابات لم تتم تصفيتها مع القوات الأمريكية؛ خاصة فيما يتعلق بتأمين الحماية والدعم لعناصر تنظيم داعش أثناء إحتلالهم لمناطق في العراق، بالإضافة الى تكرار ضرب القوات الأمريكية لمقرات تلك الفصائل في أكثر من مناسبة.

المفارقة أن المعلومات التي يسوقها مايك بومبيو عن خطر الفصائل المسلحة على (مصالح الولايات المتحدة وقواتها) لم يقنع به أحد؛ حتى أقرب أصدقاء أمريكا، فالمتحدث باسم التحالف الدولي البريطاني كريس غيكا يتحدث عن مستوى التهديد فيقول: ((الفصائل الموالية لإيران لا تشكل تهديد ضد القوات الأمريكية)) وبالنظر الى هذا التصريح نستطيع أن نستنتج بأن الجنرال غيكا يقول لوزير الخارجية الأمريكي: (أنت كذاب).

السؤال الأهم هل أن الحرب وشيكة في منطقة ملتهبة تؤمن 30% من احتياجات النفط العالمي؟

لا نعتقد أن مع قرع الطبول الذي نسمعه بقوة، أن هناك نية للبدء بشن حرب من قبل الولايات المتحدة أو إيران، لأنهم يعلمان ماذا يمكن أن يحصل من توقف كامل للإقتصاد العالمي، والذي يعتمد بصورة كاملة على ما تضخه دول المنطقة من بترول لتحريك الآلة الإقتصادية لدول العالم، بالإضافة الى أن هذه المنطقة تعتبر سوق كبير لإنتاج الدول الصناعية الكبرى، لذا فإن الخسارة ستكون مزدوجة بالنسبة لها، لذلك فهي تحاول التهديد بالحرب من جهة، ومن جهة أخرى تستميل إيران للجلوس الى طاولة المفاوضات.

في الجانب الإيراني فإن الأزمة الإقتصادية تضغط بصورة كبيرة عليهم، لكنهم مع هذا يديرون الأزمة بنفس يعرف ماذا يريد الجانب الأمريكي، لذلك فهي تهدد بصورة غير مباشرة لأذرع أمريكا في المنطقة، وما ضرب السفن الأربع في المياه الإقليمية الأماراتية، وكذلك ضرب أنبوب النفط الذي يصل الى ينبع؛ إلا ضربة صغيرة تحت الحزام لما يمكن أن تقوم به، من دون أن تستطيع الولايات المتحدة أن ترد على هذه الضربة، لأنها تعلم أنها سوف تخسر كثيرا فيما لو بادرت بالرد على تلك الضربة.

المفارقة أن أوربا تبتعد شيئا فشيئا عن الحشد الأمريكي لمحاربة إيران، بالإضافة الى أنها ملتزمة مع إيران فيما يتعلق بالإتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، ولم يبق مع ترامب إلا إسرائيل والمملكة السعودية والإمارات، وهو الأمر الذي يزعج صقور الحرب في واشنطن، وهذا يعني أن ترامب خسر الحرب حتى قبل أن يطلق رصاصة واحدة في منطقة الخليج وبحر العرب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك