المقالات

الإقتصاد في فكر الشهيد محمد باقر الصدر

3888 2019-04-12

ضياء المحسن

 

يُعد السيد محمد باقر الصدر واحد من أبرز مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية، ومن المنظرين لأفكار هذا الحزب، وهو بالإضافة الى ذلك مرجع من مراجع الشيعة وفيلسوف من فلاسفة الأمة، قام بتأليف عدد من الكتب في مختلف العلوم، يعدها الباحثون الأبرز في الفكر السياسي الإسلامي الشيعي، قام نظام البعث في عام 1980 بإعدامه بتهمة التخابر مع إيران نتيجة وشاية من بعض الحاقدين عليه.

من أبرز كتب السيد الشهيد بل قد يكون الأفضل يأتي كتاب إقتصادنا في مقدمة الكتب التي قام بتأليفها، حيث انتهى من تأليف كتاب (اقتصادنا) في بداية الستينيات من القرن الماضي، ولا يزال يشكل مرجعا لعدد كبير من المصارف الإسلامية.

يوضح الشهيد محمد باقر الصدر كيف أن الإقتصاد الإسلامي يجب أن يتم إعتماد قواعده، حيث يرى عدم وجود أي خلل في القواعد المتعبة في الإقتصاد، مثل تلك التي نراها في بقية الإقتصادات المتداولة (الإقتصاد الإشتراكي والسوق الحر) واللذان يعانيان من مشاكل عدة استطاع الإقتصاد الإسلامي معالجتها.

المشكلة الإقتصادية تناولتها المدارس الإقتصادية، لكنها مع ذلك اختلفت في كيفية معالجة هذه المشكلة، فنجد أن الإقتصاد الرسمالي (الإقتصاد الحر) يرى أن المشكلة الإقتصادية تتمثل في قلة الموارد الطبيعية نسبيا لمحدودية الطبيعة، فلا يمكن زيادة الأرض التي يعيش عليها الإنسان، ولا في كمية الثروات الطبيعية، مع ملاحظة زيادة الحاجات الحياتية للإنسان؛ بالتالي سنجد ان الطبيعة عاجزة عن تلبية جميع المتطلبات لجميع الأفراد، لكن وبحسب الفكر الإسلامي والذي جاء بكتاب السيد الشهيد محمد باقر الصدر، فإن الطبيعة قادرة على ضمان كل حاجات الحياة، التي لو حدث نقص فيها الى مشاكل حقيقية في حياة الإنسان,

كما أن الإقتصاد الماركسي (الإشتراكي) يرى أن المشكلة الأساسية تتمثل في التناقض بين شكل الإنتاج والتوزيع بين الأفراد، وهو الأمر الذي يختلف معه الفكر الإقتصادي الإسلامي؛ حيث يرى أن المشكلة وبحسب فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر، هي في الإنسان نفسه؛ وليس في الطبيعة، او في اشكال الإنتاج، وهي أمور يقررها الإسلام عندما يقول في آية قرأنية ((.... الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار، وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة ..... لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)) سورة إبراهيم

لقد تبنى السيد الشهيد محمد باقر الصدر فكرة بناء إقتصاد إسلامي، يتبنى كل ما يتصل بحياة الإنسان في المجتمع من الناحية الأخلاقية والعملية، حيث نلاحظ كيف ان الإسلام يحافظ على حقوق الفرد من خلال الضمان الإجتماعي، بما يمنع وقوع الظلم على بعض الأفراد، ناهيك عن التوسع في التنمية الإقتصادية وإستثمار الثروة، وخلق فرص العمل والتوسع في الإبتكارات العلمية، ووضع التشريعات الحكومية التي تساعد على مراقبة حركة الأسواق لمنع الإحتكار، وتنظيم قطاعات الإنتاج.

الأهم في فكر الشهيد محمد باقر الصدر يتمثل في مسؤولية الدولة، حيث يقع على عاتقها إحصاء الناتج الوطني ودراسة الأوضاع الإقتصادية، ومعالجة الأزمات، بالإضافة الى إقماة علاقات تجارية مع بلدان العالم، بما يحقق التقدم التجاري والنمو، بالإضافة الى مسؤوليتها في إستحداث قطاعات إنتاج جديدة، لتوفير فرص عمل تستوعب الأيدي العاملة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك