المقالات

حديث عن سهرة الأمس..!

1606 2019-03-28

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قبل قرابة عقدين من الزمن، كانت مصادر الأخبار لدينا لا تتعدى، إذاعة الـbbc وبضعة إذاعات أخرى ، تبث من القاهرة والكويت وإذاعة بغداد، التي"تردح" ليل نهار، بأخبار لقاءات الرئيس القائد الضرورة، وكانت الصحف تصدر عن الدولة وهي ثلاثة أو أربع صحف، مستنسخة بعضها عن بعض، ولم نكن نعرف غير محطتين تلفزيونيتين، الأولى هي القناة التاسعة، والثاني تلفزيون الشباب لمالكه، عدي إبن القائد الضرورة، ولا شيء غير ذلك!

اليوم نكتد نغرق في بحر من الأخبار، تأتينا من كل حدب وصوب، وأمس سألت نفسي يا إلهي..ماذا كنت سأفعل لو لم أكن كاتبا؟ قلتها وأنا أتابع "أخبار" التوترات السياسية، تزخ علينا كما تزخ السماء المطر، ثم انسجاما مع إحساسي بهول الفجيعة التي نحن فيها، أجبت نفسي بسؤال نصف عبثي: هل أستبدلت السماء المطر بالأخبار؟!

الأخبار معظمها سيء، دونالد ترامب "يمنح" الصهاينة هضبة الجولان السورية، وعبر "زخة" أخبار، ضاع أو يكاد يضيع هذا الخبر، عراقيا تأجل إنعقاد جلسة مجلس النواب لعدم إكتمال النصاب، ويحسبها أحد الخبثاء مثلي، أن الجلسة الواحدة تكلف العراق قرابة مليون دولار، سواء إنعقدت أو تأجلت..!

لذلك سألت نفسي مرة أخرى، هل يمكن طرح سؤال عن مرتكز العلاقة بين القوى السياسية، أهو الحوار أم الصراع؟ وإلا لماذا "يحرن" النواب ولا يدخلون قاعة البرلمان، مكتفين بالجلوس في كافيتريا المجلس، يتبادلون أطراف أحاديث سمجة عن فحولتهم، وعن آخر صيحات الموضة، وعن سهرة الأمس في بيت (..) والتي امتدت الى الفجر.

ثم سألت نفسي سؤالا آخر، متى تميل الكفّة نحو الإتزان؛ ومتى تنزلق نحو الصراع؟.. وهل مثلا يتحاور النواب فيما بينهم، حول الأبعاد القيمية والثقافية والدينية؟ أم أن بين ثنايا حواراتهم؛ يكمن السبب الذي لا يتحاور حوله أحد؟! 

هنا يمكنني طرح سؤال آخر ـ على نفسي، هو هل أن الأوضاع الجديدة؛ بعد تشكل ثلاثة أرباع حكومة، يمكن أن تفرز أو تبرز منحى آخر غير الصراع؟وهل أن الحوار ضروري لإيجاد مخارج لأزمة البلاد الراهنة؟

 وإذا إفترضنا أن ما جرى ويجري هو وضع طبيعي، بالمعنى المرغوب والمطلوب،من طرف المتفائلين، فهل ثمة تأثير ايجابي لكارثة الموصل، على إعادة صياغة العلاقات بين القوى السياسية؛ في يومنا المضطرب هذا؟  بمعنى آخر؛ هل ما جرى ويجري من محاولات ومبادرات؛ من هذا الطرف أو ذاك يمكن أن يرتقي، إلى تدشين حوار جاد، يستهدف ايجاد حلول أو توافقا،ت حول القضايا الخلافية بين مختلف القوى السياسية؟

ثم هل يمكن كبح جماح اتجاهات الغطرسة والتطرّف، ومحاولات تنميط العلاقات السياسية على خانة الأزمات فقط؟ وهل يمكن أعادة تحليل تلك العلاقات وترشيده،ا بأتجاهات خادمة لمستقبل العملية السياسية؟ وهل من الضروري أن يجري الحوار فقط، بين القوى السياسية "الظاهرة" على السطح؟ أم أن هناك قوى مازال نصفها "تحت الأرض" ،ونصفها الآخر "ظاهر فوق الأرض"؟ وإن كان بمسمى آخر!

كلام قبل السلام: عن هذه النقطة بالذات، أما تبدو الصورة وكأن القوى السياسية، تغفل عمدا تلك القوى التي نصفها فوق الأرض ونصفها الآخر تحتها، لأنها تعرف أنها هي التي ستمسك بتلابيب المستقبل، إن عاجلا أو آجلا...واضح مو..!

سلام....

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك