المقالات

الاستثمار السياسي لحادثة العبارة الحدود ومالات


محمد كاظم خضير 


تعتبر السياسة فعلا " لعبة قذرة" ذلك أن متعاطي السياسة يبحثون عن مصالحهم الآنية، وبأي ثمن، وعبر أي أسلوب، لكن قمة الانتهازية، بل وانعدام الإنسانية عندما يصل الجشع السياسي بالبعض لاستغلال مأساة إنسانية، وكارثة وطنية لتسجيل نقاط لصالحه في ملعب السياسة،
جاعلا من آلام عشرات الأمهات والزوجات، والأطفال وقودا لمطامعه السياسية، غير مبال بمشاعر الأسر المفجوعة، ولا بشعور شهداء العبارة الجريحة، ويبدأ اللعب بأرواح أبنائها سياسيا حتى قبل أن توارى أجسامهم الطاهرة الثرى واتهام عصائب اهل الحق انها شريكة في الجريمة .إن الموقف الأخلاقي، والوطني، يقتضيان من أي شخص أن يكبح جماح طمعه السياسي على الأقل أمام مصيبة الموت، أقله حتى تنتهي مراسم الدفن، والعزاء، لكن البعض - للأسف- يطبق بشكل خاطئ مبدأ :" مصائب قوم عند قوم فوائد" فمصيبة الأسر، ، بل ومصيبة الوطن كله لا تعني للبعض شيئا، إلا بقدرما يمكن استغلالها لكسب نقاط في معركة قذرة ضد الوطن،ضد المقاومة الاسلامية عصائب اهل الحق على ما يبدو، قبل أن تكون ضد الحكومة العراقية .
مشكلة البعض عندنا أنهم لا يعترفون بوجود قواسم مشتركة بين الجميع، ولا يعترفون لغيرهم بأي نصيب من الصواب والحقيقة، فهم يحتكرون لأنفسهم كل القيم النبيلة، ولا يرون من سبب للوقوف صفا واحدا مع الشعب، والحشد الشعبي ، ولو للحظة، والمصيبة أنهم لا يفرقون بين الحشد الشعبي كمؤسسة وطنية، والحكومة العراقية ، الذي هو مؤقت، وقابل للنقد، والانتقاد، متى ما حسنت النية، في ذلك.
إن من يتابع تدوينات البعض، وكتاباتهم يدرك بوضوح أن حقدهم للحشد الشعبي (عصائب اهل الحق)أكبر من حبهم لهذا الوطن، وحرصهم على الوصول للسلطة محافظ الموصل بأي مستوى من مستوياتها، أعظم من حرصهم على وحدة، وتماسك أبناء هذا الوطن الغالي، تراهم واقفين في صفوف من يندعي ان عصائب اهل الحق شريكة في جريمة " يبتغون فضلا من امريكا، وأنصاره، ورضوانا من جهات خارجية، وخارجة على الإجماع في كل شيء.
هؤلاء ينشغلون ليل نهار في شتم، وذم الآخرين، ومع ذلك يحسبون كل صيحة عليهم، يقذفون الحشد الشعبي بالبيانات، والتهم، والتلفيقات، والشتائم، لكنهم أجبن من أن يقذفوا بالحجارة، فهم لا يقاتلون إلا في قرى محصنة، أو من رواء جدر.
، بغض النظر عن التهمة الموجهة له، لكن بنفس الإصرار، ونفس الحماس لن نتردد في تمزيق صور أي شخص يتطاول على رمز وحدتنا، وعزتنا: الحشد الشعبي عصائب اهل الحق، ومن يسعى لتمزيق وحدة نسيج هذا الوطن لا يستحق منا أي احترام، مهما امتلك من ناصية القول، أو سحر البيان، وبلاغة اللسان، بل ومهما امتلك من علم، فكثيرون أضلهم الله على علم.
الموت حق، ف( كل نفس ذائقة الموت) والموت هو الأمر الوحيد الذي يتساوى فيه الغني، والفقير، والأبيض، والأسود، ومع ذلك فإن البعض حاول في تدويناته أن يقول إن جهات ما في الموصل تعمدت صعود الافراد في العبارة ، لقتلهم في حادث العبارة الأليم، دون أن يمتلك "الجرءة" على الإفصاح صراحة عن هذا المعنى، لكنه امتلك " الجراءة" على كتابة ما كتب في هذا الصدد.
إن محاولة البعض إيهام أسر الموصلية المفجوعة أن أبناءها تم اختيارهم كي يموتوا هو في الحقيقة انتهاك فاضح لمشاعر هذه الأسر، لا يقل بشاعة عن ما يفعله تنظيم " داعش" الإرهابي عندما يلعب بأعصاب، ومشاعر أسر رهائنه قبل قتلهم بطرق بشعة، فهل يظن هؤلاء أن هناك عاقل، أو مجنون سيصدق ادعاءهم أن عصائب اهل الحق شريكة في الجريمة ؟؟؟!!
بالأمس كنت في حسينية الهادي في منطقتنا لأداء صلاة الجمعة، وبعد انتهاء الصلاة وقف الإمام، وطلب من المصلين الترحم على أرواح شهداء الموصل الذين قتلوا في حادث العبارة ، وبعد مرور نحو نصف ساعة بدأ البعض ببث دعاية مفادها أن " الشهداء" معظمهم تم قتلهم من قبل الاحزاب لطرد الحشد الشعبي ، ليقف الحضور هنا دقيقة صمت على أرواح الشهداء .

إن مثل هذا النوع من التفكير يعتبر تهديدا كبيرا لهذا الوطن، فالظلم كله مرفوض، سواء ظلم الأفراد، أو الشرائح، لكن ظلم الوطن في النهاية أكبر، وأخطر، فنجدة العبيد أمر مهم، لكن نجدة البلاد كلها أهم، وهناك فرق كبير، وبون شاسع بين أن تستشعر الظلم، وتبحث عن العدل، والإنصاف للمهمشين، وبين أن تستغل معاناتهم، لتدير الأزمة، بدل البحث عن حل لها، وحينها تغلب مصلحتك الشخصية على مصالح من يفترض أنك تدافع عنهم.
إن الحشد الشعبي (عصائب اهل الحق )هي من العناصر التي يعول عليها الشعب العراقي في الدفاع عن سيادته، ووحدة أراضيه، وإذا كان البعض يأخذ على الحشد الشعبي ان قيادة منه ترسخت وصلت بعض قادته للمجلس النواب البلاد، فإن هذا لا يستحق كل هذا الحقد على الحشد الشعبي ، والشعب لبث الفرقة في صفوفه، فالوصول للسلطة عبر بثورات البنفسجية يبقى في النهاية أكثر أمنا، وأمانا من الوصول إليها بثورات تخلف أنهارا من الدماء، وتدمر البلدان، وهو نموذج - على فشله- لا يزال يستهوي البعض، ويتمنى لو يطبقه في العراق ، إن على الجميع أن يحكم عقله، وضميره، عندما يتناول قضايا وطنية، ومصيرية، فالعراق هي أمانة في أعناقنا، حتى لا أقول " وديعة" .
تحية طيبة عطرة لحشدنا، وأم الربيعين ،والوحدة، والنماء، والازدهار لهذا الشعب الأبي، المسلم، المسالم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك