المقالات

لماذا العضد المفدى والابن الشجاع للاسلام؟

2400 2019-03-06

سجاد العسكري


دخل الى العراق وكله امل بالتغيير , جمع بين العلم والعمل السياسي , فحمل القلم في يدا , واخرى كان يصول ويدافع عن مظلومية المستضعفين , فتمخض منه امة ومشروع ,فاما المشروع هو الذي سيغير الواقع من الدكتاتورية والظلم الى الحرية والعدل وتساوي الحقوق والفرص , واما الامة فالجماهير شاهدة على استقباله والطبقة السياسية تنظر الى خطواته ليسير كل من انطوى في العملية السياسية – ويسعى جاهدا – الى ان يكون تحت عبائته , لأنه القائد المحنك وسليل المرجعية والعضد المفدى والابن الشجاع للاسلام , هذا ماكان عليه الشهيد السعيد محمدباقر الحكيم "قدس" فارتحل مع السعداء ليخط اسمه في سجل التاريخ انه شهيد المحراب رضوان الله عليه.
فالحديث عن الرجال والعلماء والمواقف يحتاج الى نظرة موضوعية , نبتعد عن العواطف والميول لهذه الشخصية او تلك لنقدم تجربة واقعية محايدة تفصل بين ماهو حقيقي او مبالغ به , ونقدم موقف او مواقف خاصة على مستوى فطاحل علماء الحوزة , او من لهم باع في العمل السياسي في داخل العراق وخارجه ,فمن هنا ستكمن شخصية هذا القائد الذي نحن بصدد الحديث عنه, تتلمذ على ايدي فطاحل العلماء منهم السيديوسف الحكيم "قدس" ,السيدابو القاسم الخوئي "قدس" ,والشهيد محمدباقر الصدر"قدس" فمتاز منذ سن مبكر بنبوغه العلمي وقدرته الذهنية والفكرية العالية , فحظى باحترام كبار العلماء , كما نال في اوائل شبابه من المرجع الكبير اية الله العظمى الشيخ مرتضى ال ياسين شهادة اجتهاد في علوم الفقه واصوله وعلوم القران ,فمارس التدريس لطلاب السطوح العالية في مسجد الهندي فتخرج على يديه علماء انتشروا في مختلف العالم الاسلامي منهم : السيد الشهيد عباس الموسوي (الامين العام الاسبق لحزب الله في لبنان) , السيد محمدباقر المهري , والسيد صدر الدين القبنجي , والشيخ الشهيد حسن شحاده ...
كان شهيد المحراب يتميز بفكر عميق وشامل ليساهم مع استاذه الشهيد محمدباقر الصدر"قدس" في مراجعة كتاب (فلسفتنا واقتصادنا) ,وقدشارك معه في ايام محنته وتضيق جلاوزة البعث عليه فكان فعلا العضد المفدى لأستاذه ,فعاضده ونصره ووقف بجانبه ليفتدي استاذه وقول الشهيد الصدر "قدس" وهو المفكر وفيلسوف العصر فحين اطلق عبارته كانما يقصد قوله تعالى( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ )سورة القصص اية 35. فكانا مؤسسين للحركة الاسلامية المعاصرة في العراق ,فكانت حركته الاجتماعية والدينية متنوعة كالزيارات ,وفتح الجوامع الحسينيات , والمواكب ,واقامة الاحتفالات والشعائر, ومشاركة الطلبة الجامعيين , والمثقفين ,وتاسيس المكتبات والجمعيات الاسلامية , في عموم مدن العراق.
فحانت هجرة الشهيد الى الجمهورية الاسلامية الايرانية ,ليبدء مرة اخرى العمل على دعم العمل السياسي والثورة الاسلامية , خصوصا كانت الساحة السياسية تعج بالصراعات والثورة بالتحديات , ليقدم بشكل عملي وسياسي الصيغة الواقعية للتحرك السياسي والاقليمي والذي انسجم مع مبدأ الولاية العامة , والذي حظي بالقبول داخليا واقليميا ودوليا , ليتمكن من تحقيق الانجازات ونجاحات كبيرة بحيث اصبح التيار الاسلامي من اقوى التيارات السياسية الاسلامية على الساحة العراقية , وقد صاغ نظرية اسلامية شاملة للتحرك السياسي الاسلامي مستنبطا ذلك من الكتاب الكريم وسيرة المعصومين "ع" , ومستفيدا من افكار وسيرة المراجع العظام كالسيد محسن الحكيم ,والسيد الصدر, والامام الخميني قدس الله اسرارهم.
فستحق بجدارة ان يكون "الابن الشجاع للاسلام " فكان منهج عمله يمتاز :بالمشورة ,والتخطيط , والبرمجة ؛ وكان يرى مصحلة الاسلام اولا في كل مشروع وهو العنوان الرئيسي والاول والذي يتحرك من اجله , فرغم الاعتداء والتشويش والتشويه الذي تعرض له ,لم يتخلى عن مسؤوليته ومواجهة الظلم ,لتتوالى عليه المحن من اعتقال اخوته واقاربه واعدامهم على دفعتين لتتوالى بعدها المحن ؛لكنه بقى صامدا صابرا مؤكدا على مواجهة النظام الصدامي البعثي المجرم .
وفي النهاية قد اخلف مؤسسة عريقة اسست على فكر ودماء العلماء والشهداء ,فكانت جوهرة ثمينة بحق اسمها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي فستحق بجدارة ان يكون العضد المفدى , والابن الشجاع للاسلام ,ومؤسسا للحركة الاسلامية والمقاومة ,ليكون واحد رجب يوما للشهيد العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك