المقالات

بين مدن الضحية ومدن المضحِّين


عبد الكاظم حسن الجابري

 

شهدت المناطق التي احتلتها عصابات داعش عام ,2014 خراب كبيرا, ودمارا شملت أبعاده كل النواحي الخدمية والعمرانية في تلك المناطق.

المنهج الدموي لعصابات التكفير, لم يستثني بشر ولا حجرا, فتم تخريب المؤسسات الحكومية, والجامعات, وشملت عميليات التخريب الآثار العراقية العريقة, وخصوصا في مدينة الموصل, وكذلك المراقد الدينة كمرقد النبي يونس عليه السلام.

النصر حصل بتحرير تلك المناطق من قبضة العصابات الإجرامية, وصحائف الإنتصار على داعش خط كلماتها على أيدي ابناء الجنوب, الذين هبوا ليضحوا بالغالي والنفيس لتحرير مناطق العراق من الرجس الداعشي, وإنهاء خرافة داعش في مدينة الموصل بات قاب قوسين أو أدنى بيد السواعد السمر.

التحرير يجب أن يجعلنا نتجه لإعمار تلك المدن, وهذا الإعمار هو مسؤولية وطنية, فسكان تلك المناطق هم عراقيون أولا وآخرا, وإن من نزح منهم كان مجبورا للهروب من قبضة داعش, التي اتخذت من المدنيين دروعا بشرية, فالنازحون هم اخوتنا الذين أوصت بدعمهم المرجعية الدينية, وتقديم يد العون والمساعدة لهم.

باشرت مؤسسات الدولة والمنظمات الدولية العمل والتخطيط, لوضع البرامج لإعادة إعمار تلك المناطق, وهذا كما أشرنا هو واجب ومسؤولية وطنية, لكن هناك أمرا لا بد من الالتفات إليه, وهو ماذا عن المناطق التي أنجبت وخرجت الأبطال والمجاهدين الذين حرروا تلك الأراضي؟!.

جميعنا يعلم إن المضحيين من ابناء الحشد الشعبي والقوات الأمنية قد جاءوا من المدن المسحوقة, التي تفتقر للخدمات وللمشاريع العمرانية الكبيرة.

إذن لابد أن تشمل خطة الإعمار إعمار المناطق المحررة ومناطق المُحَرِّرين, مناطق الضحية ومناطق المضحيين, ومن الإنصاف أن يشمل الأعمار كل المناطق, سواء مناطق الضحية أو مناطق المضحيين, وعدِّ هذا الأمر واجبنا وطنيا, ورد جميل للشهداء والجرحى والمجاهدين في سوح القتال, وهذه المطالبة نابعة من الشعور العميق بعظيم المسؤولية تجاه المقاتلين الذين بذلوا مهجهم للحفاظ على الوطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك