المقالات

     حينما تنمو قاذفة R.B.G.7..!

1811 2019-02-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قبل نهاية 2011، ولتسع سنوات مستمرة، كانت طائرات الهيليكوبتر، والأستطلاع والتصوير الجوي الأمريكية، تجول  في الأجواء السومرية.. كانت تنبش أرضنا بمسابيرها، بحثا عن دواخلها ودواخلنا..!

 كانت العيون الأمريكية وربما ما زالت! تنغرس عميقاً في كل مكان من أرضنا، شبرا شبرا..بحثت تلك الطائرات في التاريخ وعنه، بحثت في المقابر عن الأموات وعن أجدادهم، بعضها كان له أنوف تشم رائحة الثروات، المدفونة في أعماق أرضنا!

 مرة كان عاشق جنوبي يأن بنايه، على حافة غدير جاف، على محبوبته التي رحلت مع أهلها صوب بغداد، بحثا عن وهم عيش كريم، وبينما كان متماهيا مع أنينه، مرت فوقه على علو منخفض، طائرة هليكوبتر أباتشي، يجلس أحد الحنقبازات الكاوبوي، على بوابتها بنظارتين سوداوتين، مدليا قدميه المدسوستين في جزمتين ثقيلتين..احس الجنوبي بعار الجزمتين فوق رأسه، فتمنى ساعتها أن يفعل شيئا ما أزاء هذا العار، تمنى أن يمد يده، ليمسك بالطائر الغريب ويطيح به بعيدا..

فعلها ومد يده عسى أن يتمكن؛ الصعاليك ظنوا أنه كان يحييهم! فرفعوا أيديهم تحية..رفض الجنوبي عازف الناي تحيتهم، وعبر عن رفضه بأن بصق عليهم..

كان كل ذلك يجري بسرعة..شعر الصعاليك بالأهانة، فأستداروا دورة كاملة، وهبطوا بطائرهم الغريب، على بعد عدة عشرات من الأمتار عن صاحب الناي، نزلوا من طائرهم وتقدموا نحوه، شاهرين بنادقهم بوجهه، حينما أقتربوا منه، هب واقفا على قدميه، طلبوا منه أن ينكب أرضا منبطحا على وجهه، لم يفهم ما أرادوا، صاحوا به مرة ثانية وثالثة، لم يفهم أيضا ما كانوا يزعقون به، فأطلقوا عدة رصاصات فوق رأسه، الرجل لم يأبه لرصاصاتهم، فقد كان معتادا على صوت لعلعة الرصاص، الذي يطلقه رجال قبيلته، في مراسم تشييع موتاهم، وفي أفراح زواج أبنائهم!

 عجب الكاوبوي من رجل لا يخاف الرصاص، فأطلقوا وابلا منه تحت قدميه، كما كان يفعل الممثل "بود سبنسر" في أفلام الكاوبوي مع خصومه، حينما كان يرقصهم برصاص مسدسه الويبلي الذي لا تنفذ رصاصته، مع أنها ستة فقط!

 لم يرقص صاحب الناي ولم يهتز، تقدموا نحوه، فوقف بوجوههم، رافعا صدره متمسكا بنايه، أمسكوه وأسقطوه أرضا ،ليشبعوه ركلا ببساطيلهم، الى أن غاب عن الوعي.

ظن الكاوبوي أنه مات فرحلوا..بعد سويعات من فقدان الوعي، أستعاد الجنوبي وعيه، كان مهشم الأضلاع، يشعر بألم لا تتحمله الجبال في خاصرته، التي تلقت معظم الركلات.

لكن أول شيء فعله، وهو يستعيد وعيه أنه تفقد نايه، كان الناي لا يزال موجودا في يده اليمنى.. بعد عدة أيام صار الناي قاذفة R.B.G.7..!

كلام قبل السلام: الـ R.B.G.7اليوم أينعت ونمت وكبرت، وباتت قاذفة أنبوبية من طراز 107.. وهي برسم الخدمة إذا عادوا..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك