المقالات

ما فوق الطاولة وما تحتها..!

1789 2019-01-27

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

ما يجري اليوم على ساحتنا السياسية، هو أن بغاث الرجال؛ ممن لا يجيدون إلا ركوب الموجة، علها توصلهم الى موجة أخرى، يتصدرون المشهد من موجة الى موجة، وإذا هم ربابنة سفينتنا التي نمخر بها عباب المستقبل.

حصل هذا؛ لأنهم بهلوانات؛ إستطاعوا إجادة فن إستغفال الشعب، فتسلقوا على أكتافه، ليصلوا الى مبتغاهم، في مراكز المسؤولية والتمثيل النيابي..وأيضا لأننا لا نتوفر إلا على حد بسيط من التجربة السياسية، ولأن الإنسان لا يتعلم مجانا، فقد أنفق شعبنا من عمره سنوات مهمة، وأموالا ضخمة، ودماءا عزيزة غالية، لكي نتعلم اللعبة السياسية على أصولها!..

الفترات السياسية الماضية؛ كانت مكتظة بالتجاذبات والصراعات، وكانت هناك إستحقاقات وطنية كبرى، لم يتم حسم كثير منها، ولم يكن يبدو أن الساسة والحكومة والمسؤولين التنفيذيين، كانوا منشغلين بالقضايا السياسية وتداعياتها، بل تركوا مشكلاتنا تتفاقم.

ربما كان هناك حلولا معقولة؛ مطروحة لتلك المشكلات، لكن الفوضى في الساحة السياسية، وتعدد خنادق أهلها، وتنقلهم بين المواقع، تقتضي الحاجة إلى ما هو أكثر مما كان، ليس بمنطق الإختلاف والانقسامات، ولعل بعض الحلول التي حملت في جوهرها، رغبة في إطفاء بعض النيران؛ خلقت صراعات سياسية جديدة!

المؤسف هو أن الفئات السياسية، وقادتها بالخصوص، كانت أولوية المصالح عندهم بالمقلوب، فوضعوا النفس قبل الحزب، والحزب قبل الفئة، والفئة قبل الوطن، ويقينا أن مثل هذا التسلسل في أولويات المصالح، نشأت عنه صدامات وإنقسامات، لكثرة ميادين الصراع.

السنوات المنقضية لم تذهب سدى، فقد اشتد ساعدنا وقوى عودنا، وزادت معارفنا السياسية،وتراكمت الخبرة لدينا، كما أننا قمنا بمراجعة لما أنجزناه، ووجدنا أن ما أنفقناه من نفقات أشرت اليها، كان أجسم مما حصلنا عليه من ناتج سياسي ومؤسساتي وأمني وخدماتي..

هذه الأيام ثمة نقاشان يسيران بالتوازي، واحد هذا الذي سمعناه بعد أن جرى تسريبه عمدا، عبر وسائل الإعلام عن التسوية التأريخية أو الوطنية، وهو ما صح أن نطلق عليه: النقاش الموضوع فوق الطاولة، والثاني ذاك الذي لم يقله أحد!

نعم هناك حاجة لتداخلات جراحية كبرى، معظمها مؤلم، لكن ليس من بد من جراحة كاملة، لكن وفق الحكمة، التي تعالج القضايا الصعبة بحسم وحل حقيقي، لكن من دون أضرار جانبية، ويجب أن يسمع العراقيين إجابات واضحة لما جرى ويجري، وبما يزيل اللبس، ويحدد صحة أو خطأ ما يقال، والجدل في أي قضية لا يحسمه، إلا حديث متكامل لا يحتمل التأويل.

الأمل مازال باقيا، وهو بشكل خاص بشعبنا وبأرادته الجبارة التي ركعت الجبابرة، إلا أن دائرة الثقة بالقيادات السياسية؛ باتت تضيق شيئا فشيئا، وعلى تلك القيادات، المسارعة بأستعادة الثقة بالمواطن، وقبلها الثقة بأنفسهم!

كلام قبل السلام: قرأت لـ (قس بن ساعدة الأيادي حكيم العرب المتوفي قبل الإسلام بـ 23سنة): اذا رأيت حربا يجبن شجاعها، ويجرؤ جبانها، فاصعد الى رابية وانظر جيدا، ترى في الأمر خيانة.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك